الاثنين، 27 أبريل 2015

نظرية النظم الديناميكية


            نظرية الأنظمة الديناميكية

إن التطور بشكل عام يشمل اتجاهين: التغير المستمر والتغيرالنوعي.
التغير المستمر بالإمكان رؤيته مثال: تطور النمو اللغوي عند الطفل بزيادة عدد الكلمات لديه أو نمو طول الطفل بالإنشات. التغير النوعي بالإمكان رؤيته في تطور حركة الرضيع فمن الحبو أو الزحف إلى المشي ومن الإشارات والثرثرة إلى القدرة على نطق كلمة واحدة ثم إلى القدرة على تكوين جملة صحيحة نحوياً ، مثال آخر:المعلومات البصرية والحركية التي تتكامل في محاولة للقيام بأداء فعال في التواصل والفهم ، نظرية النظم الديناميكية تحاول أن تشرح كيفية وصول الأنماط الجديدة والمعقدة أو خصائص السلوك إلى حيز الوجود كنتيجة لمكونات بسيطة أو عمليات هي أصلاً جزء من النظام .وهي أيضا تبحث في مخاطبة حقيقة كل من التغيير والنمط في التطور . كما أنه بالإمكان تطبيق النظرية على جميع النظم ابتداءاً من المستوى المجهري للخلايا إلى مستوى العينات في المجتمعات .
التطور يفهم على أنه نتيجة للتفاعلات المتعددة والمتبادلة والمستمرة بين جميع مستويات نظام التطوربدءاً من الجزئية ووصولاً الى الثقافية . وهناك ميزة فريدة من نوعها من وجهة النظرية الديناميكية وهي الافتراض القائم على أن التطور غير موجه من قبل خطة تنفيذية أو هرمية  سواءاً على المستوى البيولوجي أو البيئي لكنها تنشأ كنتيجة للعمل لحظة بلحظة على جميع المستويات في نفس الوقت .
في حين أن أغلب الطلبة ممن درسوا التطور توصلوا إلى فهم الحاجة إلى أخذ العديد من المتغيرات بعين الاعتبار في محاولة لتفسير السلوك فإن نظرية النظم الديناميكية تذهب إلى أبعد من ذلك. فهي تدعي أن العمليات التي من الممكن أن تكون مسؤولة عن السلوك مثل: الخصائص الجينية والجسدية المحتملة عند الطفل  واستراتيجيات الأبوة الأمومة و بنية الاسرة والأهداف والدوافع الشخصية جميعها متصلة وليست منفصلة  وهي ليست عوامل سببية مستقلة في التطور. مثلا  النظرية تقترح بأنك لا تستطيع أن تفصل خصائص طفل ما عن استراتيجيات الأمومة والأبوة عند والديه كعوامل سببية متمايزة في تطوير السلوكيات. سيتم مناقشة هذه الفكرة بشكل أبعد من ذلك من خلال  عرض لبحث حول السلوك المعادي للمجتمع . هذه الفكرة حول التفاعل المستمر بين العوامل ذات العلاقة تطرح التساؤل التالي: لماذا هذا المنهج الغير اختزالي والغير خطي؟! وبهذا فإن النظرية تتحدى العديد من الآراء المتعمقة والراسخة حول العمليات المسؤولة عن التغيير. إن فكرة الترابط عبر العديد من المستويات والمجالات والطبيعة الاحتمالية للنتائج التطورية سوف يتم توضيحها لاحقا من خلال مفاهيم وأمثلة متنوعة في هذا الفصل.

 السياق التاريخي  :                                                    
إن لنظرية النظم الديناميكية جذوراً في حقول متعددة. نظرية النظم التي تكتشف الترابط الديناميكي بين مكونات النظام أسهب فيها لأول مرة الكاتب( لدويج فون بيرتالانفي ) في كتابه (نظرية النظام العام سنة1968 ). فون بيرتالانفي اعترف بأنه تاريخياً يدين للفلاسفة من القرن السابع عشر وكذلك للعلماء العاملين في مجال علم التحكم الآلي في فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين. أحد المفاهيم المفتاحية في نظرية النظم الديناميكية هي التنظيم الذاتي ,والتي ترى أن المنظمة ذات النظام المفتوح سوف تتحول الى نظام أكثر تعقيدا وفعالية بدون توجيه القوى الخارجية. تم تقديم هذه الفكرة لأول مرة من قبل (ديكارت) الذي اقترح بأن القوانين العادية بطبيعتها تميل إلى تقديم المنظمة .هذا المفهوم تم توسيعه من قبل علماء الطبيعة في القرن الثامن عشر وتم إحياؤه من قبل العلماء المعاصرين الذين لاحظوا  أن هناك  قوانين في الفيزياء والكيمياء توجه شكل ونمو الأنظمة البيولوجية . مصطلح التنظيم الذاتي تم تقديمه بواسطة دبليو روس أشبي سنة 1947 الذي أصبح مرتبطاً بنظرية النظام العام كطريق لتمييز كيفية نشوء وتطورالأنظمة من أشكال وأنماط سلوكية بسيطة لتصبح أكثر تعقيدا  عملية التنظيم الذاتي تم ملاحظتها في الفيزياء والكيمياء والرياضيات وفي كل من العلوم البيولوجية والإجتماعية . ضمن دراسة التطور ظهرت إستير ثيلين وتميزت بشكل واضح في تطبيق نظرية النظم الديناميكية في تحليلها لخطوات ومشي الأطفال الرضع .هذا العمل فيما بعد قاد إلى أخذ بعض المبادئ من نظرية النظم الديناميكية في عين الاعتبار والتي يمكن أن تطبق على التطور المعرفي.
قام بعض العلماء بتطبيق نظرية النظم الديناميكية على التطور المعرفي مثل :  كورت دبليو فيشر و توماس أر بيدل في ثمانينات وتسعينات القرن العشرين ، حيث قام كلاهما بنقد مجال علم المعرفة الذي سيطر على الأدب في ذلك الوقت مستشهدين بوجود نقص في المفاهيم النظرية لمراعاة التغيرات الواسعة في سن اكتساب المفاهيم ، والتغير في تسلسل اكتساب المفاهيم ، والميل نحو تفسير الفعل والتفكير من خلال التركيز الاختزالي على نظم المستوى الأدنى ويتضمن ذلك الجينات، الشبكات العصبية، أو العملية البيو كيميائية. وعرض كل من (فيشر وبيدل) منهج بديل لفهم المعرفة والذي يشمل تراكيب منظمة فعالة وقابلة للتكيف لإدارة التغيرالموجود في البيئة. تنشأ المعرفة وكأنها شبكة تكون فيها الفروع غير مثبتة بنظام محدد ولكنها نتاج مشترك بين النشاط البناء عند باني الشبكة وبين السياق الداعم لكيفية بناء الشبكة و الفروع المنفصلة في الشبكة  تمثل تنوع المسارات التي يقوم الشخص بتطويرها .وهكذا فإن نظرية النظم الديناميكية تقدم رؤية للمعرفة في ذات الوقت الذي يتم فيه تنظيمها وتغيرها كمنتج للعمل المتكيف مع القيود والإمكانيات الموجودة في البيئة .في الوقت الحاضر العديد من الحقول الفرعية تتطلع الى نظرية النظم الديناميكية  لتثبت إطار شامل وتفسيري للمساعدة في تنظيم الملاحظات المتباينة المتعلقة بالتغير التنموي. وبعيدا عن النمو الحركي والإدراكي ، تم تطبيق منظور اللغة والعاطفة وتطوير الشخصية والمزاج وتطوير علم الأمراض النفسية.
المفاهيم الرئيسية
في هذا المنهج الجديد والإبداعي لفهم التطور  , تعرض النظرية ثلاثة أفكار رئيسية   لافتة تساعد  في توضيح  الإطار الذي يتصف بكثرة التعقيد  هذه الأفكار هي :
النظم وطبيعة النظم المفتوحة ،  النشوء ، والتنظيم الذاتي .


النظم
 أي نظام سواء كان خلية ، أو عضو ، فرد أو عائلة أو مؤسسة، فإنه يتكون من عناصر مترابطة تشترك في بعض الأهداف و الوظائف المترابطة و الحدود والهوية. النظام لايمكن فهمه بصورة كاملة بتحديد الأجزاء المكونة له. العمليات والعلاقات الخاصة بهذه الأجزاء تعمل من أجل كيان متماسك  أكبر من ذلك ، فالكل أكثر من مجموع أجزائه . نظام اللغة على سبيل المثال هو أكثر من مجرد القدرة على عمل المخارج الصوتية واستخدام القواعد واكتساب المفردات. إنه تنسيق هذه العناصر بطريقة مفيدة مع ما يتناسب وسياق المعنى المشترك. وبطريقة مشابهة فإن نظام العائلة هو أكثر من مجرد مجموعة خصائص وكفاءات خاصة بأفراد العائلة. العائلات عبارة عن مزيج من الإحساس بالمصير المشترك والإرث الجيني للزوجين ثم أطفالهم الذين في طور النمو. وبما أن الأزواج  يقومون بتنمية أو خلق إرثهم الخاص بهم فإن استخدام كلمة "نحن" للتعبير عن نماذج التواصل ودور العلاقات المتبادلة يحدد العائلة  المصير المشترك والإرث الجيني ونماذج التواصل ودور العلاقات المتبادلة ....كل ذلك من الممكن أن تقوم العائلة بتعديله ووضعه ضمن محاولات العائلة للبقاء واجتياز   التحولات.
إن النظام الديناميكي هو الذي يتغير باستمرار لكي ينفذ مهماته والمحافظة على الإتزان أوالتوازن. الهدف من نظرية النظم الديناميكية هو فهم العديد من العلاقات المترابطة ضمن النظام  وبين النظام والنظم الأخرى الحية والغير حية التي يمكن أن تفسر  التغير والتنوع واتجاه التغير مع مرور الوقت. (فيشر وروز) قاموا بوصف الفرضيات التي تؤكد منهج النظم الديناميكية كعدسة لفهم تطور النشاط الإنساني.
أولا:العديد من التأثيرات تتجمع لتشكل الخصائص المتكونة للفعل والتفكير البشري.
ثانيا:الشخص هو نظام تنظيم ذاتي حيث ينظم هذه المكونات والتراكيب اعتماداً على التغذية الراجعة القادمة من العالم اللحظي الذي تكون نشاطاته جزءاً من هذا العالم  وخبراته السابقة ونشاطاته خاصة تلك التي تسبق النشاط أو الفعل الذي سيتم شرحه.
بعبارات أخرى  الشخص يبني نشاطاته وينظم مزيج التأثيرات التي تساهم في بناء تلك النشاطات من خلال العمليات الديناميكية التي تتضمن بصورة أساسية التغذية الراجعة  القادمة من العالم اللحظي بالإضافة إلى الخبرة السابقة.
عند تناول منظور النظم في إطار التطور البشري يجب التفكير بالعديد من المجالات التي تسهم في وظائف وأداء الفرد من هذه المجالات: البيولوجية والمعرفية والشخصية و المزاج والقيم و المواقف والمعتقدات والآمال وأخيراُ المهارات. يجب الأخذ بعين الإعتبار هذه المجالات وتأثيرها على سلوكات الأفراد المميزين الذين يتفاعل الفرد معهم (كل فرد هو نظام بحد ذاته) .هؤلاء الأفراد يصبحون بعد ذلك جزءاً من تنوع النظم ومحاطون بالأنظمة المؤثرة على الفرد وشبكة علاقاته.
 الشكل( 10.1) يعرض منظور النظم التطورية لعلاقة الطفل الواحد مع والديه. علاقة الطفل الواحد(علاقة الطفل الفردية) مع أحد والديه يمكن اعتبارها على أنها نظام قائم بحد ذاته. الأفراد وعلاقتهم يعتبرون جزءاً من مجتمع محدد يتأثرون به وجزءاً من بيئة اجتماعية حضارية وثقافية  وبيئات طبيعية وأخرى صناعية مصممة جميعها تتغير مع مرور الوقت. هذا الشكل لنظام الطفل والوالدين الغرض منه تقديم لمحة عن النظرة الشاملة للتنمية التي يتضمنها منظور النظم الديناميكية . الذي لايمكنك أن تراه في هذا الشكل هو أن الأفراد والنظم المجاورة بالإضافة إلى المجتمع والثقافة يتغيرون بمعدلات مختلفة. و أكثر من ذلك  أنهم يتأثرون ويؤثرون ببعض بدرجات متفاوتة. التحدي الذي تواجهه نظرية النظم ىالديناميكية هو:
1. تتبع مسار نقطة معينة في الوقت المناسب كلما كان أداء الفرد بمستوى نضج أقل الى نقطة لاحقة  كلما كان أداؤه بمستوى نضج أعلى 
2.ولتحديد العوامل البارزة في هذه المجموعة التي تلعب الدور الأكثر أهمية في توضيح هذا التغيير. الوصف: Snapshot_20140519.jpg

النظام لايمكن أن ينتهك القوانين التي تحكم الأجزاء العاملة  ولكنه في نفس الوقت لا يمكن تفسيره منفرداً من قبل تلك القوانين . الأداء البيولوجي لا يمكنه انتهاك قوانين الفيزياء والكيمياء  ولكن قوانين الفيزياء والكيمياء لا يمكنها أن تفسر بالكامل الأداء البيولوجي . وعلى نحو مشابه فإن قدرات الأطفال للنمو المعرفي والإدراكي لا يمكنها أن تنتهك قوانين الأداء البيولوجي  ولكن النمو البيولوجي لا يمكنه أن يفسر بشكل كامل نوعية التفكير أو طبيعة العمل . هناك اعتبار هام ومتفرد لنظرية النظم الديناميكية وهو التركيز على التركيب أو الهيكلة التي توفر التنظيم والاستقرار بين مكونات النظام. هذه النظرية تكافح من أجل مقاومة الميول اتجاه الاختزالية  وتجادل النظرية بأن التفكير والفعل الانساني المعقد لا يمكن فهمه بشكل كافي من خلال تجزئة المكونات وتحليلها بصورة منفصلة .محاولة طفل للمشاركة في حديث والديه لا يمكن فهمه من خلال النظر بشكل منفصل للمهارات اللفظية،السلوك الهادف ، تحديد الوالدين وتعريفهم ، و الارتباط. 
النظم المفتوحة : كلما فكرنا بالأفراد والعائلات والجماعات والمدارس والمجتمعات فإننا نتعامل مع الأنظمة المفتوحة. عرف (لودويج فون بيرتالانفي )النظم المفتوحة بأنها تراكيب أو هيكلات تحافظ على منظماتها على الرغم من تغير أجزائها المستمر .مثل الماء في النهر الجاري فالماء يتغير باستمرار بينما يظل النهر محتفظاً بحدوده ومسار جريانه ، وكذلك الحال في جزيئات الخلايا البشرية المتغيرة باستمرار بينما النظم البيولوجية المختلفة تظل محافظة على تناسق وظائفها .وتمديداً لهذه النظرة وكما نعتقد حول التطور البشري نحن نسعى جاهدين  حتى نفهم كيف أن سيكولوجية الشخص تتغير باستمرار ولكن حتى هذا الوقت فإن التطور يتبع المسار النمطي المحدد والشخص يحتفظ بإحساس التشابه الذاتي من لحظة الى أخرى .
تتشارك النظم المفتوحة بخصائص معينة منها: إنها تأخذ الطاقة من البيئة وتحولها الى نوع ما كمنتج وهذه العملية صفة من صفات النظام ، وبعد ذلك تقوم بتصدير المنتج في البيئة وهي تعتمد على مصادر جديدة للطاقة لتستمر في الإزدهار. هذه العملية تتطلب حدود مفتوحة  من خلالها تتمكن الطاقة (أو المعلومات) من المرور والمنتوجات     (أو النفايات) يمكن تصديرها. وكلما كانت الحدود مفتوحة بشكل أكبر كلما كانت العملية فعالة ونشطة بشدة وبشكل أكبر. كل نظام محدد لديه مجموعة فريدة من العمليات التي تتناسب مع نماذج معينة من الطاقة و الانتاج  والتحولات المتصلة بالنظام. في نظام العائلة على سبيل المثال العائلة ذات الحدود المفتوحة أو القابلة  للإختراق فإنها تستجيب للمحفزات والمعلومات من داخل وخارج العائلة. هذا الإنفتاح يسمح للعائلة باستخدام المدخلات في نمو التكيف الصحيح التغيير. العائلة ذات الحدود المنغلقة  لا تسمح بإجراء التبادل و لردود الفعل التكيفية مع البيئة. في تحليل النظم  إحداها ركز بشكل أكبر على العمليات و العلاقات بين الأجزاء التي تسمح للنظام بالبقاء والنمو أكثر من تركيزها على خصائص الأجزاء نفسها .
خصائص النظم المفتوحة : النظم بطبيعتها  تكون دائما في عملية تغير مستمر .النظم تتحرك  في الإتجاه الذي يسمح لها بالتكيف والاندماج أكثر وأكثر مع البيئة وذلك منعاً لحدوث الفوضى الناتجة عن تقلبات البيئة. نظرية النظام تحاول أن تحدد العمليات التي تساعد في شرح كيفية محافظة النظام على عملياته بينما هو مستمر بإكمال المعلومات الجديدة من البيئة والنظم المجاورة.
(ايرفين لاسزلو) افترض أربع خصائص تساعد في تفسير كيفية تحقيق النظم للتوازن بين الاستقرار والتغيير.
الكل يتألف من العلاقات بين الأجزاء المكونة له.الأجزاء نفسها لاتكون الكل بدلا من ذلك فإن الكل عبارة عن العلاقات والتكاملات بين الأجزاء التي نشأ عنها الكل المميز. وهناك ميل ونزعة عند النظم في مقاومة التغير والمحافظة على هويتها ووظائفها . خاصية التكيف لتحقيق الإستقرار الذاتي تعمل على تناول قدرة النظام لعمل تعديلات داخلية للعلاقة بين مكونات الأجزاء وذلك في استجابة منها للتغيرات التي تحدث في البيئة.جميع النظم تتواجد على شكل علاقات مع بيئتها .في ظل ظروف التوازن فإن النظام و البيئة يكونان في حالة توازن .التغيرات في البيئة يتم رصدها  من قبل النظام ويتم تعديل العلاقات الداخلية ويتم المحافظة على وظائف النظام . تمتلك النظم استراتيجية أو ميكانيكية التغذية الراجعة التي تسمح  بالتقليل من تأثير الاختلافات الواسعة في البيئة على التوازن الداخلي لمكونات النظام. كلما تطلب النظام مزيداً من المعلومات لرصدها في البيئة مثل: (التغيرات في درجة الحرارة، المعلومات البصرية والسمعية ،الإتصالات الشخصية ) كلما تطلب ذلك المزيد من التعديلات الداخلية . بذلك فإن التعقيد يصبح أكبر وأعظم عندما تتداخل المكونات أو النظم الفرعية مثلا:عندما تكون الحاجة لوجود تغذية راجعة من المعلومات البصرية والإشارات السمعية والشمية كل ذلك من أجل تقييم أمان أو سلامة البيئة.
إن النظم المعقدة هي عرضة بشكل خاص للتغيرات البيئية التي قد تزعج التوازن. نتيجة لذلك ظهرت الحاجة لوجود آليات تنظيمية حساسة تشير للتغذية الراجعة الإيجابية والسلبية في محاولة للحفاظ على علاقة النظام والبيئة. التغذية الراجعة الإيجابية تضخم الاختلافات وتسهم في تسريع التغيير في نفس الاتجاه. على سبيل المثال: إذا كان هناك شخص يقدم محادثة وقلت له" لا أستطيع سماعك" عندها سيتحدث بصوت أعلى. إذا قلت له "ما زلت لاأستطيع سماعك" عندها سيرفع من صوته أكثر فأكثر. التغذية الراجعة الإيجابية هنا كانت باستخدام عبارة "لا أستطيع سماعك" التي أدت لرفع صوت المتحدث. التغذية الراجعة السلبية تقلل من الانحرافات عن المستوى المعياري وتدعم الاستقرار .مثلا: عندما تقل نسبة الأكسجين في البيئة نميل للإحساس بالنعاس والرغبة بالنوم.وعندما تكون نائماً فإنك تتنفس بشكل أبطأ وتستخدم نسبة أقل من الأكسجين.
بعض الأمثلة المتعلقة بتحقيق التكيف في الاستقرار الذاتي تدار بدون وعي من قبل منظمة النظم البيولوجية و أمثلة أخرى يتم إدارتها بجهود تتعمد التقليل من تأثيرات التغيرات البيئية. معظم الأمثلة تمتلك كفاءة لتخزين أو حفظ الموارد لذلك فإن النقص المؤقت لا يعطل سير عملياتها.عملية تحقيق الاستقرار الذاتي تسمح للنظام بمقاومة التغيرات في البيئة والعودة الى حالة الاستقرار المرغوب فيها.
في حين أن الاستقرار الذاتي يوصف بأنه عملية مقاومة  التغير البيئي فإن التنظيم الذاتي التكيفي هو عملية نشوء تغيرات استجابة للظروف الخارجية الجديدة. إلى الحد الذي لا يستطيع فيه النظام استيعاب معلومات جديدة أو أن يعزل النظم الفرعية عن التغيرات البيئية هنا لابد من نشوء علاقات جديدة للنظام الفرعي أو نشوء وظائف جديدة للنظام الفرعي. إن التنظيم يعتبر ضرورياً لتحمل أعباء الحياة .خذ بالاعتبار الخطوات المشتركة في أداء بعض المهام مثل: إرتداء الملابس أو تحضير الطعام. يخطط الفرد ويختار الموارد الضرورية ثم ينفذ الخطة و يراقب التقدم  وقد يعدل ويغيربشكل قليل استناداً إلى التغذية الراجعة . هذا المستوى من التنظيم يسمح بتحقيق الأهداف بكفاءة وبأقل مجهود.والبشر كائنات فعالة ومتكيفة وقادرة على خلق نماذج جديدة من التنظيم عندما تثبت التراكيب والمخططات الموجودة عدم فعاليتها.
يقترح البحث أن تطور المهارات الجديدة يعتمد في جزء منه على الظروف التي تحدث ضمنها عملية إعادة التنظيم. مثلا: عندما تراقب عن كثب جهود طفل أثناء تعلمه مهارة جديدة مع تحفيزه بتقديم التغذية الراجعة الملائمة حينها يبدو أن تعلم الطفل يتحسن بسرعة ويظهر العديد من خصائص المرحلة مثل التغير في الأداء. على أية حال عندما يطلب من نفس الطفل أن يقوم بالأداء مع قليل من الدعم  فإن التقدم سيكون مستمراً ومتزايداً. وهكذا كما أشار (فيكوتسكي) إن الأطفال قادرين على الأداء على عدة مستويات مختلفة في ظل الدعم المقدم يصبح الطفل على دراية بمجال المهمة والخبرة بحل المشكلات المشابهة باستخدام استراتيجيات مختلفة ومهارات جديدة و المعرفة المتكونة.
النشوء / التغيير  
 مثلما كان هنالك نظريات تستخدم تعبيرات مثل النمو والتعلم فهنالك النظرية الديناميكية التي بدورها تستخدم مصطلح النشوء (التغيير) حتى يتم تمييز عملية التغير التطوري . وتركز هذه النظرية علي كيف يمكن الحصول على النماذج الجديدة او الخصائص إلى حيز (مكان) الوجود نتيجة للعمليات الجارية التي وجدت في النظام نفسه .
 التغيير التطوري لم يتوقف على أنه يمكن التنبؤ به فقط إنما ينظر إليه إلى أنه احتمالي  . إن الكائنات الحية هي دائماً في حالة حركة و نشاط  وهي دائماً في علاقة ديناميكية مع البيئة المحيطة بها والتي هي بالأساس متغيرة . أيضا في أثناء النوم ، فإن النشاط العقلي والحركي والإحساس والإدراك تبقى مستمرة في العمل والحركة  ومتفاعلة مع الظروف البيئية المتغيرة .
 الكائنات الحية لديها أيضاً قدرات معقدة للذاكرة بما فيها الذاكرة الحسية ، والذاكرة الحركية ، والذاكرة السردية ، والذاكرة المكانية وذاكرة لمعلومات محدودة . كما أنها تمتلك مجموعة من الاستراتيجيات المختلفة للحصول على المعلومات حول البيئة بما فيها من  النظم الحسية ، ردود الفعل العاطفية ، والاتصال اللفظي والاتصال غير اللفظي وأجهزة القياس . في أثناء عملية التخطيط أو تنفيذ أي نشاط يوجد عملية تغذية راجعة بين مستويات التفاعل المتعددة للمعلومات . إن التغيير أو السلوك الجديد هو نتيجة لهذه التفاعلات لهذه المستويات مع مرور الزمن .
إن دراسة التطور الحركي ساعد في توضيح ايجابيات و فوائد نموذج النظم الديناميكية لتحليل السلوكيات الحركية الجديدة . وعلى الرغم من أن النماذج المعيارية للتطور الحركي تشير إلى مجموعة من الخطوات والمراحل التي اعتمدت على علم الوراثة والهياكل العصبية ، ولكن الدراسات في عملية التطور الحركي تحدت هذا الكلام . العملية الديناميكية في الاستكشاف عندما يقوم الاطفال الرضع بتنسيق أفعالهم مع مطالبهم هذا يساهم في الانتظام في السلوك الحركي ويمكن ملاحظته و فهمه بسهولة . إن المعرفة والإدراك والفعل يسيران معاً  وأيضاً إعطاء المعلومات مثل الخصائص الحسية عن الأطفال الرضع حول المعيقات لاستراتيجيات حركية معينة  ومع فترة من الزمن ومع التدريب في ظروف متشابهة ، يكتشف الرضيع حركات متداخلة  الشدة والسرعة التي ستقدم النتيجة المطلوبة وتؤثر عليها  ومع زيادة في التدريب سيصبح هذا النموذج أكثر فعالية .
مبادئ النشوء / التغيير
عملية النشوء تتم من خلال ثلاث ملاحظات أساسية حول التغيير 
1.     عملية النشوء في المرحلة المبكرة من العمر : الاختلافات ممكن أن يكون لها تأثير كبير على المدى البعيد .
2.     التغير الصغير يؤدي الى تغيرات في كل مكان من المنظومة .
3.     تجمع التغيرات الكمية تؤدي الى تغيرات نوعية .
قام جولدفيلد من خلال دراسة وصفية لنشأة تطور زحف الرضيع بتوضيح هذه الخطوات .
حتى يستطيع الرضيع القيام بعملية الزحف يتطلب ذلك تنسيق حركة الرأس و الأكتاف و الوصول والركل وتبديل الذراعين والرجلين على أنواع مختلفة من الاسطح  ، وردود الفعل المستمرة للخطوات السابقة لتوجيه الخطوة اللاحقة . استطاعت الدراسة رصد خمسة عشر طفل رضيع الذين استطاعوا القيام والإنتقال إلى مرحلة الزحف . حيث كانت النتيجة بأن معظم الأطفال استطاعوا الوصول إلى نقطة معينة  حيث بدأوا بالتأرجح في وضع ثابت على اليدين و الرجلين معاً قبل القيام بعملية الزحف ، ولكن عند نقطة معينة ، استطاعوا الإنتقال من وضع الجلوس إلى الزحف .
من خلال الدراسة وجد الباحثون أن هناك حاجة إلى إيجاد خيار اليد القوية وهذه الأولوية او الحاجة لا بد أن تحدث و أن تكون موجودة قبل أن تكشف خطوات سلوكيات الزحف . هذا التغير الصغير في استخدام يد واحدة أكثر من الأخرى والتي قد لا ترتبط بشكل حدسي مع ظهور مع المهارة الحركية الجديدة ، ساهمت إلى حد كبير في السلوك الجديد .  وهذا يوضح فكرة أن التغيير في مكون واحد من مكونات النظام من شأنه ان يحدث تغييرات في كافة نواحي النظام .
عندما يقع الأطفال من وضع الجلوس على يديهم فإنهم يميلون إلى السقوط على اليد غير المفضلة وهكذا ستكون اليد المفضلة موجودة  للبدء بالزحف . أن الثقة في القدرة في المحافظة على وزن الجسم على ذراع واحدة والقدمين في حين يمد يده المفضلة التي كانت جزءً من الحركة التالية والضرورية للزحف للأمام . إن التقوية التدريجية لتفضيل اليد تكاملت في النهاية  مع المهارات الحركية الأخرى والتي نتجت عن سلوك الزحف الجديد .
 القدرات الحركية الجديدة تساهم باستكشاف البيئة الأكثر تنوعاً، فلذلك يجب على الرضع أن يكونوا قادرين على القيام بالتقييم الفوري للعلاقة بين قدراتهم الجسدية والظروف البيئية من أجل اتخاذ القرار فيما إذا كان عليهم تجنب الفعل والقيام بحركات معينة مألوفة أو اختراع حركات جديدة و التكيف معها .
وفي اطار منهج النظم الديناميكية، فإن معرفة كيفية التعامل مع التحدي البيئي الجديد هو تقارب الإدراك والتذكر حيث إنها تتطور مع الزمن في الاستجابة لخصائص معينة للمهمة وتناسبها مع القدرات الجسدية الحالية للشخص .
التنظيم الذاتي  
التنظيم الذاتي هو من أحد الخصائص والميزات الرئيسية للنظام الديناميكي وهو المفهوم الأكثر أهمية بالنسبة لشرح نشوء السلوكيات النوعية الجديدة .
استنتج العلماء اللذين درسوا موضوع الأنظمة الديناميكية بأن من الممكن تفسير نتائج التطور على أنها ظهور التلقائية للتماسك ، ونماذج المراتب العليا من خلال التفاعلات التكرارية بين المكونات الأبسط . تسمى هذه العملية بـــــ التنظيم الذاتي.
ليس هناك نظرية محددة  حول كيفية عمل التنظيم الذاتي وتكون مقبولة عبر كافة المجالات. المفهوم الذي تم استخدامه النشوء التلقائية للنظام ومستويات جديدة من التعقيد في الفيزياء والكيمياء والرياضيات، والأحياء عندما تكون النظم في حالة من اختلال التوازن ، سيكون هناك ميل للتنظيم الشامل للنظام للتغيير. إن مفهوم اختلال التوازن يشير إلى أن هناك ظروفاً عندما تكون وظائف التكيف غير كافية للتعاطي مع التقلبات الحالية سواء الداخلية لنظام مثل انهيار في التنسيق بين المكونات أو الخارجية للنظام مثل الظروف غير المألوفة، أو النضوب المفاجئ للموارد .
النظم المفتوحة لديها حدود قابلة الإختراق والتي تسمح للمعلومات تؤخذ منها وإليها . عندما يكون النظام المفتوح في حالة من اختلال التوازن، تقوم هناك عملية من شأنها توجيه الطاقة لعناصر النظام من أجل تحقيق نظام جديد أو علاقة جديدة . عندما يقوم هذا الترتيب الجديد بتوفير التغذية الراجعة الايجابية يتم تكرارها ضمن المستويات العليا للنظام ،  وهذا يؤدي الى زيادة التنظيم الشامل للنظام ، ونشوء سلوكيات جديدة  أو النماذج الجديدة تعزز و تحافظ على بعضها ، وتخلق الظرف الذي يتم فيه المحافظة على استمرارية السلوك النوعي الجديد وفقا للترتيب التصاعدي والتنازلي .
إن الحياة هي عملية مكونة من فترات التوازن واختلال التوازن ، ويعتبر البشر عناصر ونماذج موجهة لتحقيق الأهداف وينتج اختلال التوازن عن هذا النشاط ، وطريقة السعي نحو تحقيق الهدف ، ويتم حله عن طريق نفس الخصائص . يمكن اختباره وتجربته على المستوى المادي ، كما هو الحال عندما يرغب الطفل بركوب الدراجة ثلاثية العجلات والتي لا تتناسب مع طوله وقوة العضلات لديه . كما يمكن أيضاً المرور بتجربة اختلال التوازن على المستوى الشخصي . إن اختلال التوازن يمكن اختباره من خلال الهوية ، عندما لا تتوافق الأدوار المتوفرة للبالغ الشاب مع قيم الشخص. وفي كل نقطة، فإن عملية التغيير يتم التأسيس لها من أجل إعادة إنشاء التوازن في النظام . وفي الغالب هذه النتائج موجودة في التأسيس لنموذج سلوكي جديد أو تنظيم المعرفة. 
أشار سامرروف بأن النظم اصبحت أكثر تعقيداً للتغيرات البيئية وتتطلب آليات داخلية بشكل دقيق  للمحافظة على التوازن . في بعض الحالات فان التنظيم الجديد غير فعال، فلا يمكن أن يستمر من قبل مكونات المستوى الأدنى ويتطلب المزيد من الطاقة ومع مرور الوقت فقد يتداخل هذا مع النظم الأخرى والنظم الفرعية .
الاتجاهات الجديدة
النظم الديناميكية وضعت إطار متعدد الأبعاد لتفسير قابلية التغيير والنماذج في تطوير النظم . قام كارت وزملاؤه بتوسيع النظرية بحيت ركزوا على دراسة تطور الإدراك والفعل عند ظهورهما ضمن السياقات المادية والعلاقات الاجتماعية .
ومن خلال الثلاثين سنة الماضية طوروا دراساتهم لتوجيه البحث الجديد والتطبيق. من خلال العديد من المحاور الجديدة  فقام كارت وزملاؤه بالكشف عن دراسة تطور البنى الثلاثة المهمة والتي تم تسليط الضوء عليها هنا: هناك استعارة جديدة للتصور العقلي لتطور الهيكليات الديناميكية التي تسلط الضوء على الفكر والفعل – الشبكة البناءة، التركيز على وحدة جديدة من التحليل، المهارة الديناميكية، وطريقة قياس كل من التطور في المدى الطويل والتغيير على القصير- مقياس التعقيد السلوكي .
الشبكة البنائية :
ركز العالمان فيستشر و بايديل على التغير للتفكير والعمل البشري . فقد ناقشا بأن الناس يفهمون تجاربهم التي تحدث في سياق مادي واجتماعي محدد . ومن أجل إلتقاط التغير والمرونة والتي تعتبر من خصائص السلوك البشري ، يحتاج المرء لنموذج للهياكل النفسية وديناميكية بنفس القدر .
أشاروا بأن تم وضع سلم بدرجات ثابتة ومرتبة بتسلسل ثابت من نظريات التطور والبنية . يتميز التطور كحركة "صعود" السلم من مستوى واحد إلى المستوى التالي . إن المشكلة مع هذه الرؤيا أن استعارة السلم لا تلتقط التغير الملحوظ في السلوك البشري سواء على صعيد الافراد خلال أدائهم لمهماتهم والظروف والإعدادات ومن خلال الأفراد والمجموعات الثقافية. كما أن استعارة السلم تشير إلى أن هناك سلسلة من الخطوات المحددة سلفاً مع مساحة ضيقة لحساب النشوء أو الهيكليات غير المألوفة.
وعلى العكس من السلم عرض فيستشر و بايديل استعارة الشبكة كطريقة للتفكير حول البنية الأساسية للتطور  وأن قيمة استعارة الشبكة هي أنها تساعد في تصور العديد من المسارات الممكنة للتطور داخل ومن خلال الأفراد على حد سواء . يتم بناء الشبكة من خلال الجهود النشيطة والموجهة نحو الهدف للفاعل بالإشتراك مع الهيكل المساعد للسياقات المادية والاجتماعية . وحده العنكبوت يكيف شبكته مع الحواف المريحة والمدخل أو الفرع ، وأن نموذج التطور للمهارات الديناميكية هو نتيجة للأفعال المتكيفة مع سياق محدد .

ان خيوط الشبكة قد تبدأ وتنتهي في العديد من النقاط في الشبكة ،  تمثل الخيوط تطور أحد المكونات الذي قد يظهر في أوقات مختلفة.
إن فكرة المسارات المتعددة تشير إلى أن الأطفال قد يبدؤون مع مسارات مختلفة وينتهون عند نفس النقطة. على سبيل المثال، يبدأ الأطفال بالزحف وسحب أنفسهم لوضع الوقوف في أعمار مختلفة وبتسلسل مختلف. ففي بعض الثقافات تجد أن الزحف التمهيدي غير مسموح به. وهكذا يمكن للأطفال أن يصلوا إلى وضعية الوقوف والمشي من خلال طرق مختلفة باستخدام استراتيجيات حركية مختلفة. وعلى نحو مماثل هناك طفلان ينموان في بيئات عائلية ومجتمعية مختلفة، أحدهم في الضواحي والآخر في أحد المراكز الحضرية الفقيرة للغاية قد يصلان لنفس الكلية ويسكنان في الغرفة.
تشير استعارة الشبكة أيضاً إلى المسارات المتباينة. قد يكون هناك طفلان ينموان في نفس المجتمعات قليلة الموارد، يلعبان معا ويقضيان الكثير من الوقت مع بعضهم البعض في طفولتهم ويدخلان نفس المدرسة الإبتدائية، ومع ذلك فقد يختبران مسارات أكاديمية مختلفة- حيث قد تجد ان احدهم قد ترك المدرسة قبل التخرج من المدرسة الثانوية بينما الآخر تابع مساره للكلية.
قد يكون الخيط  لين في بداية بنائه ويتم تقويته من خلال التكرار و إضافة المزيد من النسيج إليه. وقد يكون قوياً في مرحلة بنائه الأولى ويتم اضعافه نتيجة عزله عن الخيوط الأخرى ذات العلاقة أو بناءه تم من خيوط أخرى في جزء آخر من الشبكة. هذا الرأي للتطور يساعد في وضع تصور الفكرة الممكنة عن الذات. يستطيع الناس تخيل النتائج والإتجاهات الممكنة واختيار متابعة الاتجاه من خلال تقوية وتعزيز مهارات معينة وتجاهل بعض جوانب الذات بهدف تعزيز الآخرين وتعديل الهيكلية في ضوء الفرص أو الأهداف الجديدة. إن قوة الشبكة مدعومة من قبل الأنماط الكامنة من وراء التنظيم بما في ذلك التماثل في الشكل والعلاقات المكانية بين الخيوط واتصالها الفعال مع سياقاتها.
"تبرز الشبكة التكامل، والخصوصية والمسارات المتعددة والهيكلية النشيطة والخصائص المركزية الأخرى لتطور المهارة"
المهارة الديناميكية  
إحدى الطرق التي تساهم من خلالها النظريات في دراسة التطور البشري هي من خلال التركيز على سلوكيات معينة والتي توضح العمليات التي تعتبر مركزية للنظرية. قام فرويد  بلفت الانتباه إلى الارتباط الحر، والأحلام وزلات اللسان على أنها تلك السلوكيات التي توفر نظرة ثاقبة في اللاوعي. تبرز نظرية الدور الاجتماعي مفهوم الأدوار الاجتماعية كهيكليات التي تربط بين أمل الأفراد و أهدافهم وسلوكياتهم مع تلك الموجودة في مجتمعاتهم. يصف أريكسون (حالة التوتر بين الكفاءات لتطور الشخص والمطالب البيئية التي تقود للازمات النفسية . ركز فيجوتسكي على الكلمة كطريقة لربط الشخص مع البيئة الاجتماعية بالإضافة أيضاً إلى التفكير والحديث. متابعة على هذا النمط في بناء النظرية يقدم فيستشر فكرة المهارة الديناميكية كطريقة لتكامل العديد من معالم نظرية النظم الديناميكية " إن المهارة هي القدرة على العمل بطريقة منظمة في سياق محدد. وهكذا فان المهارات هي ما يعتمد منها على العمل والسياق المحدد"
إن دراسة المهارات وفرت إطاراً لاكتشاف العديد من مبادئ نظرية النظم الديناميكية. المهارات هي أفعال تتم في سياقات محددة. يستخدم المرء مهارة استخدام شوكة الطعام للأكل وليس للطباعة على الحاسوب. يمكن للمهارات إن تكون بمستويات مختلفة من التعقيد سواء من عمل اللحن إلى لعب البوكر. في كلتي الحالتين لديهم مسار تطوري تبدأ المهارة بشكل بدائي من الآخرين، قد تنضج إلى مستويات عالية من الأداء. إن المهارات هي سياق محدد وموجهة ثقافياً. إن مهارة استخدام الشوكة في الطعام يتم تقديرها جيداً في غالبية الثقافات الغربية، على أية حال فإن عيدان الأكل الصينية هي الأداة المفضلة في العديد من الثقافات الشرقية.
يشير تعبير المهارة الديناميكية إلى إن المهارات متغيرة كلما أصبحت أكثر تقدماً، وهي تتكامل أيضاً مع المهارات الأخرى التي يجب أن تعمل معاً من أجل أن تكون المهارة فعالة. على سبيل المثال، إن استخدام الشوكة للطعام يتطلب التنسيق بين اليد والعين والفم، والأحكام حول تماسك وحجم الطعام وفهم الممارسات الثقافية للأكل. بمجرد أن تصبح مهارة استخدام الشوكة راسخة، يمكنها حينئذ أن تتكامل مع مهارات أكثر تعقيدا مثل تقطيع الطعام بالسكين والشوكة أو استخدام الشوكة في تحضير الطعام. إن النظم التي تساهم في مهارة واحدة مثل تنسيق اليد-العين، قد تساهم في أكثر من مهارة، وان هذه المهارات المساهمة قد تتطور بمعدلات مختلفة، وهو ما يفسر لماذا المهارة قد تتغير ببطء، وثم وبشكل مفاجئ يبدو بأنها تتقدم لمستوى جديد.
إن المهارات منظمة ذاتياً، فالمهارات بطبيعتها هي أفعال موجهة نحو الهدف ومصممة لأداء وظائف و أفعال معينة في بيئة معينة. وهي تعتمد على أدائها الفعال في تداخلها أو تكاملها مع العديد من المكونات التي تنظم بعضها الآخر. وحيث إن الأهداف أو السياقات لتغير أداء المهارة، فإنه بالإمكان تعديل المهارات أو تكاملها مع مهارات أخرى لتقديم سلوك جديد. على سبيل المثال، فكرة العزف على البيانو على أنه مهارة، إن الهدف الأصلي هو تقديم الموسيقى من خلال هذه الأداة الموسيقية. هناك حاجة للعديد من المكونات بهدف العزف بما في ذلك الذاكرة، والإدراك السمعي، والبراعة اليدوية، والإيقاع والقدرة على قراءة الموسيقى. وحين تتحسن منطقة واحدة فإن مستوى العزف قد يتحسن والنوتات الموسيقية تصبح أكثر سلاسة و إيقاعية وموسيقية بصورة أكبر. وفي نقطة ما، الألحان البسيطة يتم استبدالها بمعزوفات أكثر تعقيداً والتي تتطلب استخدام أكثر للأصابع و إيقاعات أكثر تعقيداً، وسرعة أكبر وتنسيق استخدام اليدين اليمين والشمال. وعند إتقان العزف على البيانو، يبدأ الشخص ببناء القطع وتقديم الانفعالات والحيوية والصوت الشخصي في الموسيقى. أصبحت مهارة العزف على البيانو الآن كوسائل للتعبير عن الذات والترفيه عن الآخرين. يجتمع الناس للاستماع للعزف، يتم دعوة الشخص للحفلات للترفيه عن الآخرين ، و ربما يبدأ الشخص بالتفكير بأن العزف على البيانو يشترك مع أعمال أخرى قد تكون مربحة. إن العزف على البيانو يشترك مع مهارات الأعمال الأخرى من أجل جدولة الإعلانات وتسجيل الموسيقى للبيع. أصبح لدى الشخص تنظيم ذاتي للنشاط وتتكامل المهارة الأصلية للعزف على البيانو مع مهارات الترفيه الأخرى والمهارات لتنظيم المشاريع والتي تشكل الأساس للمهنة الموسيقية.
مقياس التعقيد السلوكي
أشار فيستشر و بايديل  إلى أنه من أجل التقدم بالعلوم التطورية يحتاج الباحثون إلى مقياس موحد لقياس التغيير. إن الأمثلة الكلاسيكية للقياس في العالم المادي هي المقياس المئوي والفرنهايتي لقياس درجة الحرارة. هذان المقياسان يمكن استخدامهما لقياس درجة الحرارة لمجموعة واسعة من المواد مثل الماء، والهواء ودرجة حرارة جسم الإنسان. أحد أهداف فيستشر و بايديل كان إيجاد مقياس للتعقيد السلوكي الذي يمكن تطبيقه على العديد من المهارات. هذا المقياس الموحد يسمح للمرء بالتمييز بين التغييرات الصغيرة المستمرة بالإضافة أيضاً إلى طفرات النمو، وتشير لاتجاهات النمو عبر ثلاث درجات، من العمل إلى التقديم إلى التجريد. إن استخدام مثل هذا المقياس يتطلب قياسات متكررة التي تستطيع أن تلتقط شكل زاوية النمو بما في ذلك إمكانية التقاط كل من النمو السلس والقفزات أو التحولات الفجائية.
الوصف: IMG_7645.JPG
يوفر هذا المقياس طريقة التفكير حول المهارة الديناميكية للتطور والتي تتألف من ثلاث درجات و عشرة مستويات. الدرجات شبيهة بمراحل  للحسية الحركية، وما قبل مرحلة العمليات والتفكير الشكلي ( المجرد). الدرجة الأولى لأية مهارة تبدأ مع الأعمال. وفي كل درجة من درجات العمل هناك ثلاثة مستويات: الأعمال الفردية ، التعيين  والنظم. ومع إيجاد نظام العمل، يتم تحويله إلى تقديم مفرد للعمل والذي يتم بعد ذلك تعيينه لعروض أخرى وتشكيل نظام تلك العروض. يتم تحويل النظام إلى أفكار تجريدية أخرى وتشكيل النظام من تلك الأفكار، مثل الكثير من العمليات المشاركة في مقياس بياجيه  للتفكير الشكلي ( المجرد).
لننظر إلى أحد الأمثلة، يستخدم الرضيع أصابعه لالتقاط قطع التشيرويس (السيريلاك , رقائق الإفطار للأطفال) من الوعاء ويضعها في فمه. تقوم والدته باستخدام الملعقة لالتقاط قطع التشيرويس (السيريلاك) الصغيرة من الوعاء. إن فعل الإطعام الذاتي بواسطة الأصابع والتغذية بواسطة الملعقة تم تعيينها على بعضها البعض. هذا بدوره يقود نظاما بحيث يستخدم الملعقة لإطعام نفسه. هذا النظام من الإطعام الذاتي من شأنه تقديم الفعل إلى نهايته. الآن أصبح لدى الطفل مهارة ديناميكية للإطعام الذاتي التي يمكن تقديمها من خلال الكلام ونشاطات تخيلية أخرى. دعونا نقول بأن الطفل لديه كلب وهو يراقب قيام الكلب بالأكل من الوعاء على الأرض وبدون ملعقة. وقد يكون تفكيره حول سلوكه وسلوكيات الكلب في الأكل. يبدأ بفهم بأنه يأكل وان والدته و والده يأكلان وكلبه يأكل. هناك نظام للتصورات حول الأكل التي نشأت عن قيام الطفل بربط أفعال الأكل والتصورات حول الأكل وتحويلها إلى فكرة مجردة حول احتياج الكائنات الحية للطعام. هذا بدوره يقود إلى الملاحظات و الاهتمامات في الكيفية التي تأكل فيها باقي الكائنات الحية، مع الفرصة للقراءة حول سلوكيات الأكل بين مختلف الحيوانات ودراسة أخلاقيات الأكل. يمكن للبالغ الشاب أن يصبح مهتماً في إمكانية إجراء بحث حول الظروف التي تؤثر على سلوكيات الأكل. يقوم بتحديد مجموعة من المجالات المترابطة التي تؤثر على الأكل بما في ذلك الأبعاد الحسية و الإدراكية والحركية والثقافية والشخصية والتي توجد نظام سلوكيات الأكل، وفي إطار هذا النظام يقوم بالتعرف على أهمية التجارب الأولى للإطعام الذاتي في مرحلة الطفولة كعامل من شأنه توجيه السلوك اللاحق للأكل. ويستكشف مبادئ جديدة حول سلوك الأكل بالاعتماد على مهاراته في الأكل ومهاراته في الملاحظة والبحث.
أن مقياس التعقيد السلوكي يتضمن هيكلية من ثلاث خطوات والتي تتكرر في كل درجة. تندمج المهارات مع مهارات أخرى أو تتداخل مع المهارات الأخرى لتشكيل النظم الجديدة. يستطيع المرء إن يتخيل الشخص ولديه مجموعة واسعة من المهارات، البعض منها في الدرجة المبكرة للفعل بينما الأخرى تم تطويرها بالكامل على درجة التمثيل أو التعيين. في إطار درجة التعيين يمكن للشخص أن يقرر بأن المهارات الجديدة مطلوبة من أجل الانتقال من مستوى تجريدي واحد إلى نظام من التجريدات. وهكذا يمكن تنمية المهارات بصورة مقصودة في إطار خدمة المهارات الأخرى. إن مبدأ التنظيم الذاتي ينعكس في تحول المهارة من فعل مفرد إلى منظومة من الأفعال، ومن صورة مفردة إلى منظومة من الصور ومن تعيين واحد إلى منظومة من التعيينات. وفي كل نقطة، يمكن للنظام أن يبدو متميز نوعياً عن المستوى الأول الذي نشأ منه.
مثال بحث: خطا حديث الولادة
كانت واحدة من التطبيقات الأولى لنظرية النظم الديناميكية لتطور الإنسان دراسة خطأ حديثي الولادة، فعلى نقطة ما ضمن أول اسبوعين ، أو ثلاثة أسابيع من الحياة، عندما تحمل رضيعاً للأعلى من تحت ذراعيه، يقوم الرضيع بعمل حركات والتي كثيراً ما تشبه خطوات السير، ومع العمر من شهرين إلى ثلاثة أشهر يبدو أن هذا التفكير بسلوك الخطو يختفي، كان التفسير الأولي لغياب الاستجابة للخطو أن الانعكاس قد تم كبحه بواسطة مستوى أعلى من الوظائف، كانت الفرضية أن انعكاس الخطوة كان من سلوك الطفل في فترة نشوئه وأن الخطو والسير الحقيقي هما منتج لحركة طوعية جينية(انعكاسات ) تم برمجتها لكي تظهر مع حركة متقدمة أكثر.
          الفكرة هي أن السلوك المتعلق بالسير سوف يختفي ويعود ظهوره ويعد هذا سلوكاً محيراً. صمم إيشر ثيلين ودونا فيشر البحث لاختبار العلاقة للآليات البيولوجية لخطو الرضيع وعلاقتها بجسم الرضيع والنمو الجسدي، وقد استفادا من تسجيلات فيديو وتصوير إلكتروني لأربعة مجموعات من العضلات لالتقاط البيانات عن نماذج تنشيط العضلات والتي لها علاقة بالعديد من الحركات. وكان هدفهما الأول هو اكتشاف التشابهات بين خطوة الرضيع عند حمله للأعلى، وعندما يكون الرضيع مستلقياً على ظهره يصبح ركله أقوى ومنسقاً أكثر مع مرور الوقت. أما هدفهما الثاني فقد كان الأخذ في الاعتبار الظروف الميكانيكية البيولوجية التي قد تقيد استجابة الخطو وزيادة استجابة الركل.
          كانت كافة أعمار الرضع الذين شاركوا في الدراسة أقل من أسبوعين، وأظهر ثمانية رضع من بين ثلاثة عشر رضيعاً كل من الركل والخطو خلال جلسات التسجيل وأظهر الركل والخطو التغيير في حركة عمل القدم اليسرى، وكانت البيانات من التصوير الإلكتروني للنموذجين من الحركة متشابهة جداً.
          كذلك كان التوقيت لمراحل الانعكاس والتمديد للركل والخطو متشابهاً، حيث جادل الباحثان أن الركل أثناء الاستلقاء على الظهر كان بنفس نماذج الحركة، والمفتاح لاختفاء الخطو، والزيادة في الركل هو في دور الجاذبية لأن قدمي الرضيع تكتسبان الكتلة، مع نمو القدمين توجد الحاجة لقوة العضلات لرفع القدمان ضد قوة الجاذبية للسماح بعمل الخطو، وقد دعم تصرف الركل بقوة الجاذبية.
          وخلال أول أشهر الحياة فإن نمو الجسم يزيد على نمو كتلة العضل بحيث لا يستطيع الأطفال حمل أقدامهم في الوضع للأعلى، مع ذلك فإن العمل نفسه لم يتم فقدانه، بل في الحقيقة مورس بنشاط في الرضع، وعندما ينغمس خصر الطفل الأكبر قليلاً في المياه يلاحظ التغلب على القيود الميكانيكية البيولوجية لكتلة الجسم والجاذبية من أجل الخطو بالتالي فإن التحول من خطو إلى أللا خطو كان فعلياً تكثيف حركي مع التركيبة لصفات جسدية متغيرة في بيئة طبيعية محددة.
          وتتطلب النتيجة من هذا البحث التحول في الطريقة التي نفكر بها عن التطور، ففي هذه الحالة، ظهر السير على أنه المنتج لنظم تنظيم متبادل التي تنظم نفسها، كانت الطريقة السابقة للنظر إلى هذا أن حركة الخطو كانت انعكاس إجباري الذي يقع بعيداً واستبدل بخطة جينية موجهة لسير طوعي.
          على كل حال، يظهر هذا البحث أن حركة الخطو تبقى مخفية وغير مشاهدة عندما يكون الرضيع في وضع للأعلى بسبب التغيير في نسبة الدهن إلى كتلة العضل وتصبح أقدام الأطفال ثقيلة جداً لكي ترتفع ضد قوة الجاذبية عندما يكونون في وضع للأعلى.
          يوجد العديد من النظم الفرعية التي تتفاعل لدعم الظهور لسلوك متكامل جديد للسير، عوامل مثل النسبة بين كتلة دهون الجسم وكتلة العضل، ممارسة تمرين حركات الركل والخطو ليكون الطفل في وضع للأعلى هي فرص قد تساهم جميعها في هذا التحول.
          توضح النتائج لهذا البحث أن التغيرات في نظام واحد، مثال على ذلك محتوى الدهن أو كتلة العضل تعزز وتحث التغيرات في كامل السلوك، وقد وجدت دراسات ممارسات رعاية الرضيع في ثقافات أخرى خاصة في أفريقيا وأمريكا الوسطى أن المزيد من ممارسة مشتركة لحمل الرضيع للأعلى بدلاً من وضعهم للأسفل، لذلك لوحظ أن الرضع في هذه الثقافات يسيرون في عمر أبكر مقارنة مع الرضع في دول غربية.
          ويشير إلى أن الرضع الذين أعطوا المزيد من الخبرة في الوضع للأعلى لديهم الفرصة لتقوية عضلات أقدامهم من خلال المرور في خبرة مقاومة الجاذبية عندما يمدون أقدامهم، ومن الممكن أن يؤدي هذا إلى الاستخدام المبكر للقدمين للدعم في الوقوف والسير.

التطبيق : نموذج للنظم الديناميكية للتطور المعادي للمجتمع
تتناول دراسات واسعة النطاق على مسببات السلوك المعادي للمجتمع بما في ذلك دراسة مجالات الحياة الفردية و الاسرية و المجتمعية التي تؤدي الى تطوير العدوانية، و الفرد المعادي للمجتمع، و تحولاتها مع مرور الوقت، و النهج السريري للوقاية و التدخل. دراسات التنمر و السلوكيات الخارجية، عنف الأقران، و رفض الأقران الأبوة و الأمومة القاسية، و الإعتداء على الأطفال و إهمالهم ليست سوى عدد قليل من المواقع التي تركز على الأسباب أو النتائج المترتبة على التنمية المعادية للمجتمع. خط راسخ من البحوث في هذا المجال هو عمل جيرالد باترسون على نظرية الإكراه، و الذي هو نموذج لكيفية الآباء على نحو متزايد لإدارة أو تنظيم السلوك العدواني لطفلهم  في الآونة الأخيرة، تم تطبيقهم لللأنظمة الدينامكية لفهم مسببات السلوك المعادي للمجتمع، و امتداد نظرية الإكراه و تقديم أفكار جديدة حول كيفية التعرف على الأطفال الصغار الذين هم في خطر لإانشاء أنماط سلوكية معادية للمجتمع.
العديد من الأفكار من نظرية النظم الديناميكية ترشد أبحاثهم. أولا، أنها تستكشف العملية التي من خلالها تساهم التفاعلات الجارية اليومية إلى ظهور أنظمة سلوكية أكثر تعقيدا. ثانيا، فإنها تستخدم فكرة الجواذب لتحديد خصائص العديد من أنواع التفاعل بين الوالدين والطفل. ثالثا، أنها أعرض فكرة القيود المتتالية. يشير هذا المصطلح إلى حقيقة أنه بمجرد أن يتم تنظيم السلوكيات الجواذب، هذه الجواذب تصبح منظمة وتقاوم التغيير. وبالتالي، فإنها تعمل على تقييد سلوك المستقبل. هذه الفكرة تجسد حقيقة أن الجاذب على حد سواء نتيجة للتفاعلات التي تحدث قبل استقرار السلوك وسبب السلوكيات التي تحدث بمجرد تشكيل الجذاب.
يمكنك التفكير في التفاعلات بين الوالدين والطفل على أنها تنشئ مشهد من  الجوذاب، وهذه هي، أنماط التفاعلات المفضل. الوالدين وأطفالهم عادة ما يكون فيهم مجموعة متنوعة من أنماط التفاعل التي يمكن ملاحظتها في بيئات مختلفة ولأغراض مختلفة. على سبيل المثال، قد يكون لوحظ الآباء والأطفال أن يكونوا لعوبين ومضحكين، ويشاركون في نوع من حل المشاكل، يدعمون بعضهم البعض ومشجعون، معاديون، أو غير متشاركين.  كل من هذه الأنماط هو جاذب محتمل، وهذا يتوقف على طبيعة محددة من العلاقة المزدوجة بين الوالدين والطفل. تحت الظروف الطبيعية، الآباء وأطفالهم يتحولون من جاذب لجاذب تبعا للظروف. افترض غرانيتش وباترسون (2006) أن التفاعلات التي كانت معادية للطرفين ستكون جاذب قوي للأطفال الذين هم في خطر لسلوك معاد للمجتمع، والتي من شأنها أن تجعل التفاعلات بين الوالدين والطفل في هذه العلاقات المزدوجة  أكثر صرامة من تلك التي في العلاقات المزدوجة  غير العدائية.
لاختبار هذه الفرضيات، لاحظ لامي غرانيتش و(2002) الآباء وأبنائهم السريرية خلال 6 دقائق. في أول 4 دقائق، طلب من الوالدين والطفل مناقشة مشكلة صعبة. بعد ذلك كان هناك طرق على الباب وطلب من الوالدين والطفل استخدام الدقائقتين المقبلتين لاختتام المناقشة ومحاولة إنهاءها على الجانب الإيجابي. اتسم الأم والطفل سلوك على شبكة منسقة. تم ترميز كل سلوك كل ثانية لكل من الوالدين باعتبارها عدائية، سلبية أو محايدة أو إيجابية.
وبالتالي، يمكن للمرء أن يتتبع مسار منسق من التفاعلات إلى آخر. على سبيل المثال، يمكن أن كلا من الوالدين والطفل يكون عدائيا، يمكن للطفل ان يكون سلبيا والوالدين يمكن أن يكون محايدين، أو كلا الوالدين والطفل يمكن أن يكون إيجابيا. هذا النوع من التفاعل الشبكة يسمح لأحد أن يميز مسار التفاعلات وكذلك الأنواع الأكثر شيوعا من التفاعلات على مدى فترة محددة من الزمن. في هذه الدراسة، يمكن للمرء أيضا مراقبة أي تغيرات في نوعية التفاعل قبل الاقتحام لتدق على الباب وبعد. وجد جرانتش ولامي (2002) أن الأطفال الذين كانوا يعانون من مشاكل _ خارجية، وهذا هو، الميول إلى إلقاء اللوم على الآخرين، والتصرف بعدوانية مع الآخرين أو يرجعون سبب مشاكلهم _ إلى الناس خارج أنفسهم، وكان التفاعل بين الوالدين والطفل الذي يميل ليستقر في اثنين من الجواذب الرئيسية: معادية (الطفل معادية معادية الوالد) ومتساهلة (الطفل معاد الوالد محايد أو إيجابي).
المرحلة الثانية من هذا البحث ترتبط جودة التفاعلات  البومية إلى نمط نشئة سلوك معاد للمجتمع. افترض الباحثون أن لهؤلاء الأطفال الذين كانوا على الطريق نحو سلوك معاد للمجتمع، جواذب معادية ستبدأ لتقييد التفاعلات، وأن الآباء والأمهات والأطفال سوف يصبحون أكثر جمودا وأقل قدرة على التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة ، وهذا هو تطبيق فكرة القيد المتتالي إلى الفصل علاقات الوالدين مع الاطفال.
وقد لوحظ ان رياض الأطفال و والديهم  في خطر لمشاكل خارجية لمدة ساعتين في مجموعة متنوعة من السياقات بما في ذلك وجود وجبات خفيفة، ولعب الألعاب، حل المشاكل الأكاديمية، والتحدث عن الصراعات. تم ترميز التفاعلات باعتبارها مشاركة إيجابية (الفكاهة والمودة)، محايدة (الكلام، يسأل عن الإجابة على الأسئلة)، فك ارتباط سلبي (الحزن أو الخوف) والتعاقدات السلبية (الغضب والاحتقار). تم إنشاء شبكات التكامل لكل علاقة مزدوجة وأنشئ المؤشرات التاليين من صلابة: نقل علاقة مزدوجة عدد مرات من خلية واحدة أو نوع من سمات التفاعل إلى أخرى؛ ومتوسط ​​طول الوقت الذي يقضيه في العلاقات المزدوجة في كل نوع من التفاعلات. أظهرت ان العلاقات المزدوجة الأكثر جمودا اظهرت  تغييرات أقل تواترا في أنماطها من التفاعل وتنفق المزيد من الوقت الكلي في أنواع معينة من التفاعل.
من أجل ربط هذه البيانات على التفاعل اللحظي_ مع ظهور الاتجاهات التنموية، وجمعت تقارير المعلمين من سلوك الطفل المعادي للمجتمع في بداية رياض الأطفال، نهاية الحضانة، بداية من الصف الأول وحتى نهاية الصف الأول. وتمت مقارنة الدرجات الخارجية للأطفال الذين كانوا في أعلى 10٪ من الفريق في كل فترة زمنية _ إلى ما تبقى من 90٪. لم يكن هناك اختلاف في درجات الصلابة بين أعلى 10٪ والباقي 90٪ في القياس الأول. ومع ذلك، في كل القياس اللاحق، الصلابة في التفاعلات بين الوالدين والطفل توقعت بشكل كبير تصنيف الأطفال في أعلى 10٪ من المشاكل الخارجية. ما هو أكثر من ذلك، الأطفال الذين زادت درجاتهم على مدى _ سنتين من رياض الأطفال والصف الأول كانوا الأكثر جمودا في التفاعلات بين الوالدين والطفل من أولئك الذين انخفضت درجاتهم أو كانت منخفضة، وظلت منخفضة . كما تنبأت به نظرية النظم الديناميكية، وكان البحث قادرا على ربط _ التحليل الجزئي من أنماط جامدة التفاعل بين الوالدين والطفل مع التوجه المستقرة بشكل متزايد تجاه المشاكل الخارجية. أظهرت النتائج أن الاتجاه نحو سلوك معاد للمجتمع لم يكن نتاج جينات، والصفات الشخصية، وسوء التربية، وما إلى ذلك. يمكن للمرء أن لا يفرق بين الطفل والوالدين باعتبارها عوامل عارضة. سلوك معاد للمجتمع هو نتيجة التفاعلات الجارية من الآباء والأمهات والأطفال التي تعتمد على أنظمة معقدة من سلوك تتكون من أنماط من التفاعلات المستقرة، مثل السلبية- سلبية أو سلبية- محايدة. بمجرد أن تظهر الجواذب الظهور، فإنها تصبح تنظيما على نحو متزايد ومقاومة التغيير، ومهيئة للطفل تجاه أنواع مماثلة من التفاعلات في أنواع أخرى من العلاقات الاجتماعية.
تقترح الأبحاث نهجا محتملا للتدخل المبكر. من خلال تحليل التفاعلات الجامدة بين الوالدين والطفل، والأسر التي كان اولادهم في خطر ظهور سلوكيات معادية للمجتمع يمكن تحديدها وتنطوي في التدخلات الرامية إلى زيادة ذخيرتهم من إستراتيجيات التفاعل وتشجيع أنماط أكثر مرونة وإيجابية من التواصل بين السياقات (غرانيتش وباترسون ، 2006)
كيف تجيبب نظرية النظم الديناميكية على الأسئلة الأساسية التي من المتوقع ان تعالجها نظرية الإنسان للتنمية البشرية ؟
1- ما هو اتجاه التغيير طوال العمر؟ ما مدى جودة حساب النظرية لأنماط التغير والاستمرارية؟ اتجاه التغيير هو نحو التعقيد المتزايد مع ظهور أنظمة ذات مستوى أعلى من مكونات المستوى الأدنى. واحدة من المساهمات المركزية للنظرية هو قدرته على تمثل التغيير المستمر والمتقطع على حد سواء. النظام لديه القدرة على تحقيق الاستقرار الذاتي الذي يدعم استمرارية. عندما يكون النظام في حالة الجاذب، يتم تخزينها مؤقتا من التعديلات الطفيفة أو التعديلات التي قد تؤدي إلى التغيير. ومع ذلك، في ظل ظروف اختلال توازن كبيرة، النظام لديه أيضا القدرة على التنظيم الذاتي التي من خلالها تظهر خصائص جديدة، أكثر تكيفا . النظرية تفترض أن طبيعة التنمية تنطوي على العديد من أنظمة التفاعل بطريقة منسقة والتي تتغير مع مرور الوقت. وجهة النظر هذه تعد وجهة نظر أكثر تفصيلا ودقة من الاستمرارية والتغيير من العديد من النظريات الأخرى للتنمية.
2- ما هي الآليات التي تمثل النمو؟ ما هي بعض الفرضيات القابلة للقياس أو التنبؤات التي تخرج من هذا التحليل؟ وتتميز جميع المنظومات الحية عن طريق القدرة على التنظيم الذاتي، الظهور العفوي من اشكال متماسكة،  ذات الترتيب عالي من خلال تفاعلات متكررة بين مكونات أبسط . ويتأثر الفرد في مسألة المشاركة في أنظمة أخرى بما في ذلك إعداد العلاقات، والأسر والمجتمعات المحلية، والمدارس، وبالتالي، فإن الاتجاه نحو التنظيم الذاتي في أي واحد أو أكثر من هذه النظم يمكن أن يكون عاملا في محاكاة عملية التنظيم الذاتي للفرد.
ثمة فرضية مركزية لنظرية النظم الديناميكية هو أن أشكالا جديدة من التنظيم يمكن أن يعزى لفهم تفاعلات متكررة بين مكونات النظام التي هي السلائف أو المتقدمون من السلوك الجديد في نهاية المطاف. الجمع بين العمل ومتطلبات المهمة، مع ردود الفعل بين المتوقع والنتائج، يجلب التغيير. لا يحتاج المرء إلى الاعتماد على الموجودة مسبقا، خطة موجهة وراثيا أو هدفا بيئيا مدبرا بهدف التشكل من أجل التغيير. يحتاج المرء ببساطة لتحديد المعايير الضرورية جنبا إلى جنب الي تغير يجري والتغيرات في مكونات تحديد الحد الضروري الذي من شأنه إحداث نقلة مرحلية.
يمكن للمرء أن يفكر في الشخص كنظام نضج مع جواذب متعددة أو أنماط منظمة من الإدراك والسلوكيات التي تتغير مع مرور الوقت. يوفر كل جاذب نموذج أو توقعات لما سيحدث بعد العمل. عندما يكون هناك توقعات متعددة ناشئة من مختلف الجواذب، هناك فرصة لمراقبة التوقعات للشخص الذي يواجه مفاجأة، المشاعر التي يمكن أن تنتج الطاقة اللازمة للتحرك بعيدا عن الجاذب واحد ونحو جاذب آخر (ميتزجر، 1997). ردود الفعل مستمرة بين التوقعات، والإجراءات، والنتائج المترتبة على الاجراء يساهم في عملية النمو وأنماط التغير.
3- ما الصلة بين التجارب المبكرة للتنمية في وقت لاحق ؟ ما هي الأدلة التي تعرضها النظرية لدعم رأيها؟ النظرية تفترض أن السلوكيات معقدة و أنماط جديدة من السلوك تخرج من قبل  المكونات الموجودة التي تشهد التغيير. التجارب المبكرة ذات الصلة حاسمة للتنمية في وقت لاحق في ثلاث طرق مختلفة . أولا ، يفترض نظريا أن كل عمل جديدة ويتأثر في جزء من الذاكرة من الإجراءات السابقة. إذا كانت المهمة والسياق لا يزال هو نفسه ، من المرجح أن يتكرر الإجراء السابق. الثانية ، الخبرات المبكرة توفر عناصر أو مكونات النظام من السلوكيات التي تظهر أكثر تعقيدا . في المثال الزحف المذكور في الفصل السابق ، وتفضيل اليد هو عنصر مبكر من الرضيع للزحف . فإن توقيت تفضيل اليد واضحة و تؤثر على بداية الزحف . السلوكيات المعقدة هي نتيجة لتفاعل العديد من النظم الفرعية التنسيقية للتفاعلات . واحد او أكثر منهم يجب أن يصل إلى مستوى معين من النضج أو عمل من أجل سلوك أكثر تعقيدا في الظهور. ثالثا، إن فكرة حالات الجاذب تشير إلى أن بعض أنماط أو المنظمات السلوك أصبحت أكثر استقرارا وعرضة من غيرهم.
ثالثا، إن فكرة حالات الجاذب تشير إلى أن بعض أنماط أو المنظمات السلوك أصبحت أكثر استقرارا وعرضة من غيرهم. إذا كان المرء يركز على اللغة، والسلوك الحركي، وتطوير المفهوم، أو العلاقات، وبمجرد أن نظام الوالدين والطفل او الطفل يحدد عدد قليل من حالات الجاذب المستقرة، وهذه الحالات تصبح الأشكال الأكثر احتمالا للمنظمة السلوكية وبالتالي يحد من السلوكيات اللاحقة. لا تحدد النظرية  الحدودت أو مكونات هي السلائف الحرجة لكل سلوك جديد لاحق؛ كما أنها لا تحدد طبيعة حالات الجواذب عبر المجالات حيث انها ليست ثابتة، ولكن الناشئة. ومع ذلك، فإنه يشير إلى أن التجارب المبكرة ستجري مفاتيح لفهم كل خطوة في المؤسسة السلوكية اللاحقة.
4- كيف يمكن للوظائف الجسدية والإدراكية والعاطفية، والاجتماعية التفاعل؟ كيف تفسر نظرية هذه التفاعلات؟ تركز نظرية النظم الحيوية على التنظيم الوظيفي المندمج من السلوك، ومقاومة  الميل نحو تفسير السلوك المعقد من خلال تحليل مكوناته. تسعى النظرية لتفسير الاتساقات و التغيرات في السلوك من خلال أخذ التكامل المتناسق للمكونات الجسدية والمعرفية  و العاطفية و الاجتماعية للسلوك بعين الاعتبار, مع التذكر بأن التغير بأحد هذه المكونات  او اكثر يفسر التغيرات و التبدلات بالسلوك بشكل عام. خذ ابتسامة الرضيع على سبيل المثال, الاطفال حديثي الولادة حتى المولودون قبل موعدهم  يتبسمون خلال نومهم. فبالتالي الابتسامة لها اساس  فسيولوجي قبل ان يتم تنسيقها مع انظمة عاطفية او معرفية.  تكرار ابتسامات الاستيقاظ تتغير بشكل كبير في عمر ما بين شهرين و ثلاثة و يتغير المثير لهذه الابتسامات من مثير سمعي و لمسي الى مثير بصري خلال نفس الفترة. و بحلول الشهر السادس فان الاطفال يستخدمون الابتسامات لتنظيم  تفاعلهم الاجتماعي و لايصال النوايا. و يختلف الاطفال كثيرا  فيما بينهم   من حيث الطريقة التي يدمجون فيها ابتساماتهم مع تعابيرهم  الوجهية  الاخرى للتعبير عن التفاجؤ و الاثارة و الخجل و والاغتياظ و السرور . نهج الانظمة الديناميكية  نحو التطور و النمو سياخذ  بعين الاعتبار تناسق  المتغيرات  الفيسيولوجية و الشخصية و المعرفية و التحفيزية و التي تتغير تشاركيا  خلال الاثنا عشر شهرا الاولى  في الحياة لفهم  ظهور التنظيم الوظيفي المتغير للابتسام.   
5- كيف تؤثر السياقات البيئية و الاجتماعية على النمو و التطور؟ ما هي جوانب البيئة التي تقترحها النظرية و تقول بانها مهمة في تحديد مسار النمو؟ تظهر سلوكات جديدة عندما تنتقل مكونات معينة لازمة للتعبير عن السلوك الى ابعد من  قيم و مستويات حرجة (حاسمة).  اخر مكون او أبطأ مكون يصل لهذه القيمة الحرجة ( الحاسمة) يسمى بمتغير السيطرة.  في المشي مثلا  قد يكون متغير السيطرة هو القوة العضلية اللازمة لرفع القدم عن الارض في مواجهة الجاذبية. و في قيادة السيارة قد يكون متغير السيطرة هو  قرار مجتمع ما وصول الفرد لسن السادسة عشرة قبل الحصول على رخصة قيادة. حسب نظرية الانظمة الديناميكية فان كل الاعمال تحدث في سياق معين.  تطور المهارة الدينامكية على سبيل  المثال هو عمل  (تصرف \ سلوك )  فعال يتم تبنيه من خلال عمليات التغذية الراجعة  حسب متطلبات التغيير للموقف.  الغاية هي فهم متغيرات السيطرة , الطريقة التي يتكاملوا فيها و يُجبرون فيها بعضهم بعضا , و التغيرات المهمة  في المكونات المطلوبة و التي تؤدي الى  اعمال ( تصرفات \ سلوكات) نوعية جديدة. لا يوجد اختلاف رسمي بين متغيرات السيطرة التي تنشأ في الفرد أو تنشأ في البيئة. 
6- تبعا للنظرية, ما هي العوامل التي تضع الفرد في خطر  خلال  في فترات معينة خلال مداهم العمري؟  في الطفولة  فان الضعف او الاعتلال العصبي أو  الحسي او الدافعي و قلة الوصول الى خبرات و تجارب حسية و دافعية مختلفة  هي كلها عوامل خطرة محتملة.  و في نفس الوقت فان الوالدان يلعبان دورا مهما في  دعم  نمو اطفالهم  و تطورهم بحيث ان اي تصرفات ابوية  قاسية و غير مسؤولة او شاذة او فيها اهمال قد تكون  ظروف خطرة. ان علاقة الاب بابنه  تُبَيَن على انها نظام ديناميكي  يوفر السياق المبكر للنمو الاجتماعي و المعرفي.
اي عوامل  تقدم  قساوة في هذه العلاقة  او تعمل على افساد هذه العلاقة  يمكنها ان تسبب  اختلال توازن كبير للطفل في نموه و تطوره.
في كل مرحلة عمرية عند الانسان  او عند اي مرحلة انتقالية  او في فترات اختلال التوازن فان الانسان يكون اكثر عرضة لتقلبات في الانظمة المتقاربة و المتجاورة و التي بدورها تؤثر على تنظيم و استقرار السلوك. هذه المراحل الانتقالية تتضمن الانضمام لحضائن الاطفال او المدارس او الانتقال الى مكان سكن او مجتمع جديد او ولادة  طفل جديد في العائلة او البلوغ او وظيفة جديدة , الزواج او الدخول بمرحلة الابوة او موت احد الوالدين او صديق مقرب او مرض خطير. في حال حصول اي من المواقف السابقة فان الامور او الاشخاص او السلوكات الجاذبة قد تكون غير ملائمة لتوجيه الاعمال و السلوكات اللاحقة. مما يؤ دي  الى  ازدياد مستمر او الى  استقرار ذاتي صارم و قاسي. الفترات الانتقالية تقدم فرص  للتنظيم الذاتي و الذي بدوره يؤدي الى مستويات جديدة و معقدة و مبدعة من  الفهم الذاتي , علاقات جديدة , او مهارات جديدة.  مع النضوج و تجارب و خبرات حياتية من خلال الانتقال بين فترات التوازن و عدم التوازن  فان البلوغ  يؤدي الى فترات نمو عقلي  يصحبها طرق جديدة من التفكير و مع هذا, فان الانتقال من مرحلة الى اخرى قد يؤدي الى  مجهودات في الاستقرار الذاتي  و التي يقوم خلالها الشخص بمقاومة التغيير لتخفيف وطأة الموقف الجديد لكي يحافظ على استقرار انماط التنظيم المُؤسَسَة بشكل جيد على الرغم انها غير ملائمة للتأقلم  بشكل كامل مع متطلبات الموقف الجديد.
نقد لنظرية  الأنظمة الديناميكية
نقاط القوة
تَعِد نظرية الانظمة الديناميكية بتطوير دراسة نمو  الانماط والتغير و الحداثة في السلوك الانساني. مثل نظرية النمو و التطور فانها توفرا اطارا يربط ما بين التطور الانساني و بين المجالات الاخرى من العلوم مثل الرياضيات و الكيمياء و الاحياء و الفيزياء. انها توفر نظرة اكثر تعقيدا للنمو و التطور من اي نظرية اخرى. متعرفة على التفعلات المستمرة بين الانظمة المتعددة و كذلك ايضا بين التغير الفردي.
و تركز النظرية على ظهور انماظ منظمة  جديدة من السلوك, معترفة بان متغيرات كثيرة بنسب مختلفة لازمة و مطلوبة لتفسير هذه الانماط. وبالتالي توفر هذه النظرية  تفسيرا موثوقا و غير خطي و غير منقوصا (مختزلا)  للنمو. و في مقاربتها للنمو فان النظرية توفر طريقة لتفسير التغيرات المستمرة و التغيرات من لحظة لاخرى وانماط نوعية جديدة للتنظيم و بالتالي تفسر ما تم ملاحظته في النظريات الاخرى كمراحل نمو و تطور. و في نفس الوقت فان هذه المراحل يتم النظر اليها على انها تظهر مباشرة من التكامل  للمكونات الموجودة للانظمة  الفاعلة و المستخدمة  والتي بالتالي تساعد في تفسير التغير في التوقيت و التعاقب (التتالي) و مستوى الاداء الذ تم تحقيقه.
و هذه النظرية تُقرِض نفسها  الى المحاكاة و القولبة الرياضية.  و هذا يسمح لنا باستكشاف  التعديلات  في متغيرات السيطرة , توقيت الاضطراب (التشويش) في الانظمة , الاختلافات في تقديرات المتغيرات  و التكررات غير المحدودة لكي نستكشف  التحول المحتمل في سلوك ما بمرور الزمن. و هذا النوع من القولبة يسمح للشخص ليبين كيف ان تغيرات بسيطة في بعض المتغيرات  في وقت مبكر في تعاقب احداث ما يمكن ان يؤدي الى مسارات مختلفة نوعيا او سلوكات  ناشئة فيما بعد لقد اثبتت نظريات  الانظمة الديناميكية  انها مفيدة  في تفسير التغيرات في  النمو و التطور الدافعي  مستبدلة  تفسيرات سابقة في نشوء  و فقدان انماط دافعية معينة و تقدم النظرية  عدسة (نظرة) واعدة في مجالات  النمو المعرفي, التواصل, و علاقات الاباء بابنائهم. فكرة التنظيم الذاتي  ألهمت الباحثين برفض الثنائيات مثل الانسان بمواجهة البيئة , العقل بمواجهة السلوك , الادراك بمواجهة المعرفة, او التعلم بمواجهة النمو لكي تاخذ بعين الاعتبار المساهمات المنسقة لعمليات متعددة لانتاج سلوكات معقدة و متغيرة. و استمرار الابحاث يعد بايجاد طريقة لدمج العمليات  العصبية و النفسية و الاجتماعية  كانظمة متناسقة و التي تفسر ظهور  سلوكات جديدة.
نقاط الضعف
كاطار نظري ناشئ فإن  نظرية الانظمة الديناميكية تعاني من تفاوت في المصطلحات و المنهجية و التركيز مما يجعل من الصعب تلخيصها و تطبيقها. كثير من المنظرين الذين يتبنون هذا الاطار يستخدمون مصطلحات مختلفة لنفس المصطلحات. فعلى سبيل المثال فإن فكرة التنظيم الذاتي أساسية للنظرية و مع ذلك لا يوجد توافق على كيفية تعريف التنظيم الذاتي او كيفية تطبيقه في النمو الانساني عبر كل المجالات.
المنظرون الذين يتبنون نظرية الانظمة الديناميكية يتفقون على انه لا يوجد خطة  هرمية للنمو, سواءا داخلية كانت ام خارجية للكائن الحي.  فهم ينظرون للسلوك على أنه منتج ناشئ من تفاعل انظمة و انظمة فرعية كثيرة . و ترفض النظرية النهج الثنائي او الاختزالي  في دراسة النمو.  و في نفس الوقت لا تزودنا بارشاد حول اي المكونات او المتغيرات لنظام ما هي المكونات الضرورية او الحاسمة او كيف نتعرف على متغيرات السيطرة في مجال سلوكي معين. هناك عدم توافق بين الباحثين حول الاساليب المناسبة للتحقيق في النمو. بعض الباحثين يعتمدون بشكل كبير على المحاكاة و القوالب و النماذج الرياضية, بينما  اخرون  يقومون بابحاث رصدية (عن طريق الملاحظة) . آخرون يدمجون البيانات من التجارب في قوالب و نماذج. ربما هناك حاجة لاحداث منهجيات جديدة للالمام بالطبيعة الديناميكية للنظرية – تقنيات رصدية و تجريبية لرصد متعدد بمرور الزمن و تقنيات رياضية لتقدير المتغيرات و التغير في النموذج و القالب.
من الصعب فهم النظرية و هي تتطلب مهارات رياضية و إحصائية متقدمة لاختبارها و فحصها.  و هذا لا يعني أن النظرية غير صحيحة  و لكن يمكن أنه من الصعب دحضها. و في نفس الوقت  فإن هذه الصعوبات تؤدي إلى خلافات حول النهج الصحيح في  اختبار تجريبي للنظرية  و يبطئ  التكامل بين المبادئ  من النظرية للتطبيق

هناك تعليق واحد: