الثلاثاء، 21 أبريل 2015

دور المعلمين في رفع دافعية التحصيل عند الطلبة

(دور المعلمين في رفع دافعية التحصيل عند الطلبة) .

اعداد : محمد عيد شبوان المحارب .

المواضيع التي سيتناولها البحث / الفهرس:
الموضوع
رقم الصفحة
المقدمة ………………..……………………………………………………………….
3
تعريف دافعية التحصيل ............................................................
3
مسؤولية المعلم في إظهار الدافعية .................................................
4
الدافعية الداخلية والخارجية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي..........................
4
تشجيع التصميم الذاتي عند الطلبة ( الدافعية الداخلية ) ............................
4
اللجوء للدافعية الخارجية .............................................................
6
دراسة تبين أن إثارة الدافعية الذاتية / الداخلية عند الطلبة يعطي نتائج أفضل ومستوى تحصيل أعلى من الطلبة الذين يعتمدون على الدافعية الخارجية والمكافآت .
8
أثر التوقعات الحسنة تجاه الطلبة في رفع دافعيتهم للتحصيل الدراسي ...........
8
العلاقة الحميمة بين المعلم والطالب ودورها في رفع دافعية التعلم عنده.........
10
أثر تخصص المعلم على تحصيل الطلبة في الصفوف الثلاثة الأولى.............
11
تخصص معلم الصف تحت المجهر ................................................
12
خبرة المعلم في التدريس وأثره في تحصيل الطلبة ...............................
13
الحوار بين المعلم والمتعلم في غرفة الصف ودوره في رفع دافعية التحصيل....
13
الواجبات البيتية ودورها في رفع دافعية التحصيل.................................
14
دور المعلم الذي يستخدم طريقة التدريس والوسائل التعليمية والوسائط التعليمية الحديثة في رفع دافعية التعليم عند الطلبة .........................................
15
الخاتمة ..............................................................................
15
المراجع العربية.....................................................................
16
المراجع الأجنبية....................................................................
17

بسم الله الرحمن الرحيم
¨  المقدمة

إنه لمن المؤكد كل معلم يسعى إلى أن يكون متميزاً في عمله وفي أداءه مع طلابه، ومن علامات التميز للمعلم أن يرى ثمار جهده وبذله واضحة جلية في أداء طلابه، ولن يتحقق ذلك إلا من خلال علاقة تفاعلية قوامها ممارسات تدفع إلى تنشيط بيئة التعلم، وتحقق تعلم نشط ، ولعل حرص كل معلم على أن يؤدى أدواره المختلفة ومنها دوره في إثارة دافعية الانجاز والتحصيل لدى طلابه، ومن هنا جاء هذا البحث وهدفه العام يتمثل في إكسابه روح المبادرة للمعلم نحو التميز في مهاراته التدريسية , وإثارة دافعية التحصيل الدراسي عند طلبته , وإلقاء الضوء على بعض الوسائل الأساليب التي تسهم في ذلك مستنيرا ببعض الدراسات السابقة حول ذلك الموضوع .

¨  دافعية التحصيل :
إن من أكبر عقبات التعليم فقدان الدافعية ؛ حيث لها مردود سلبي للغاية على كل من التلميذ والمعلم , بل لا يمكن أن يتم التعلم أو التعليم إذا فقد التلميذ الرغبة في العلم والحاجة إليه .وبالتالي تتمثل الدافعية في الرغبة في الأداء الجيد وتحقيق النجاح وهو هدف ذاتي ينشط ويوجه السلوك . ويعتبر من المكونات الهامة للنجاح .( حميد أوجانه سمية 2008/2009)

تعريف دافعية التحصيل أو الإنجاز

يعد دافع الإنجاز من أهم الدوافع التي نالت اهتمام الباحثين حيث يعرفها " أتكنسون" هي تلك الرغبة الجامحة في العمل .
وكما عرفها  " mc clelland" بأنها استعداد دائم ثابت نسبيا في الشخصية , يدفع الشخص إلى السعي وراء النجاح .
وعبر فاروق مستوي عن الدافع للإنجاز : بالرغبة في الأداء الجيد وتحقيق النجاح. وهو هدف ذاتي ينشط ويوجه السلوك  .( حميد أوجانه سمية 2008/2009)

تعريف التحصيل الدراسي :
يعرف الدكتور صلاح الدين علام (1983) التحصيل الدراسي أنه هو : كل ما تعلمه التلميذ من خبرات معينه في مادة دراسية مقررة , ومدى اكتسابه من المعلومات التي قياسها بالدرجة التي يحصل عليها التلميذ في نهاية العام أو أثناء الاختبارات التحصيلية .
ويعرفه عبد الرحمن العيساوي (1974) أنه مقدار المعرفة أو المهارة التي يحصل عليها الفرد نتيجة للتدريب والمرور بخبرات سابقة .سواء في المجال الدراسي أو التعليمي أو التدريب المهني .
ويعرفه "Haplin 1965"أنه مستوى محدد من الأداء أو الكفاية في العمل الدراسي ويقيم من قبل المعلمين أو عن طريق الاختبارات المقننة أو كليهما  .( حميد أوجانه سمية 2008/2009)

¨     مسؤولية المعلم في إظهار الدافعية :
تظهر مسؤولية المعلم في مدى قدرته على إظهار بعض الدوافع الكامنة عند التلاميذ واستغلالها . أو إضعافها إن وجدت ويعود ذلك إلى طبيعة المعلم ونفسيته وكيف ينظر إلى مهنته .
وفيما يلي بعض المعينات والأمور المساعدة للمعلم ليسترشد فيها في مساعدة طلابه على رفع دافعيتهم للتحصيل .

¨  إثارة الدافعية الداخلية والخارجية وعلاقتها بالتحصيل الدراسي:

الدافعية كما عرفها حمدي ياسين وآخرون (1999) أنها الحاجات والرغبات الكامنة داخل الفرد وهي توجهه نحو أهداف يدركها الفرد إدراكا شعوريا أو لا شعوريا .( حميد أوجانه سمية 2008/2009)
وللدافعية نوعان دافعية داخلية ودافعية خارجية,وعلى المعلم أن يحسن استخدامهما .

1     - تشجيع التصميم الذاتي عند الطلبة ( الدافعية الداخلية )

التصميم الذاتي أو الدافعية الداخلية التي تنبع من داخل الفرد فيرغب بالتعلم والإنجاز طلبا لتحقيق ذاته وليس طلبا لمعزز خارجي هي الأساس في الإنجاز والتحدي والدافعية
ولتحقيق قدر معقول من الكفاءة الذاتية عند الطلبة يتوجب على المعلمين أن يتأكدوا أن طلبتهم قد أتقنوا المهارات الأساسية , وأن يساعدوهم في التقدم نحو النجاح في مهام معقدة وصعبة وأن يفسحوا المجال أمامهم حتى يشاهدوا أقرانهم الناجحين والمتميزين .
كما أن على المعلمين تعريض الطلبة لمهام يمكن تحقيقها ولكن فيها قدرا من التحدي , وأن يؤكد للطلبة أن بإمكانهم النجاح ويذكرهم أن طلابا آخرين مثلهم قد نحجو في هذه المهام. ( عدنان العتوم وآخرون 2005م )
2       أما تنمية الشعور بالتصميم الذاتي عند الطلبة فيمكن تنميتها من خلال الإجراءات الآتية :
3       تقديم التغذية الراجعة حول ما يفعله الطلبة بشكل جيد وكيفية تحسينه وتطويره :
مثال
التغذية الراجعة :



معلم اللغة العربية معلقا على موضوع تعبير كتبه أحد الطلبة :
كان مستواك في القواعد والإملاء ممتازا في هذه القصة التي كتبتها . كما أن العقدة قد تركت عندي انطباعا جيدا . ربما تستطيع في المرات القادمة أن تطور الشخصيات بشكل أفضل . ( عدنان العتوم وآخرون 2005م )


4       وصف القوانين الصفية باعتبارها ظروف أساسية تساعد في تحقيق الأهداف المرسومة بدلا من النظر إليها باعتبارها محاولات لضبط سلوك الطلبة .
مثال

القوانين الصفية 

يوضح المعلم قانونا صفيا يقضي بعدم مقاطعة الآخرين والإنتباه لما يقولونه : كما يلي :

عندما نستمع لما يقوله الآخرون ولا نقاطعهم ونرفع أيدينا لنستأذن قبل أن نشارك في النقاش فإننا سوف نتأكد عندها أن كلا منا ستكون له فرصة مساوية لفرصة غيره في الكلام والمشاركة وأن يسمعه الآخرون . ( عدنان العتوم وآخرون 2005م )


توضيح أهمية بعض النشاطات لحياة الطلاب اللاحقة ولأهدافهم بعيدة المدى حتى وإن لم تكن هذه النشاطات ممتعة بحد ذاتها
مثال على الأهداف بعيدة المدى


معلم الرياضيات يقول لطلبته : إن ما تتعلمونه الآن من بعض المواضيع في الجبر سوف تجدونه عندما تدخلون الجامعة وتدرسون موادا أكاديمية مثل العلوم أو التربية  أو علم الإجتماع أو غيرها . ( عدنان العتوم وآخرون 2005م )


أعطهم الفرصة لتحديد هدفهم من التعلم والمهام الموكولة لهم  Huitt, W. (2001))
أنشاء / أو المحافظة على الفضول . Huitt, W. (2001))
توفير الألعاب لهم Huitt, W. (2001))
اجعل التعليم يصل إلى احتياجات الطلبة Huitt, W. (2001))
التقليل قدر الإمكان من الإعتماد على المعززات الخارجية لتشجيع الطلبة على التعلم والأداء الذاتي , وذلك عن طريق جعلهم يستمتعون بالنشاط نفسه دون انتظار الحصول على أي مكافأة من الخارج . ( عدنان العتوم وآخرون 2005م )


2- اللجوء للدافعية الخارجية :

وبالرغم من كل هذه المحاولات فإن الطلبة أحيانا قد لا يندفعون إلى التعلم ولا يهتمون باكتساب المعرفة أو المهارة اللازمة لنجاحهم في حياتهم المقبلة , وهنا لا بد من التدخل وعدم اهمال الطلاب ولا بد من تزويدهم بشكل أو بآخر من الدافعية الخارجية مثل العلامات أو وقت حر أو إمتيازات معينة لتشجيعهم على التعلم . ولكن علينا الحذر بأن الإستخدام المكثف للمعزات الخارجية قد يقلل إحساس الطالب بالدافعية الداخلية وشعوره بضرورة إنجاز المهام الموكلة إليه.( عدنان العتوم وآخرون 2005م ).

 وبهذا الصدد يقول Brewster, C., & Fager, J. (2000)) أن استخدام المكافآت الخارجية يجب أن يكون باعتدال , وأن تتعلق بإتمام الواجب الموكول إليه  ويجب إعطاؤها لمن يستحقها بالفعل حيث أن إعطاء المكافآت على الحد الأدنى للنجاح سيعطي رسالة أن هذا الجهد مقبول وبالتالي تصبح المكافأة هنا لا قيمة لها لأن الهدف هو الوصول لمستوى عال أو متوسط من النجاح وليس مستوى متدن .
وبالمقابل أشار  Huitt, W. (2001)) أن على المعلم تقديم مكافآت قيمة على مهام التعلم وأن تكون هذه المكافآت متاحة ومقدور على تحصيلها .
وقد يظن البعض أن المعززات الخارجية تتوقف على المكافآت فقط أو أنها محدودة بعض الشيء . بالرغم من أنها كثيرة ومتنوعة , ومنها ما أشار إليه Brewster, C., & Fager, J. (2000)) أن يشعر المعلم طلبته أنهم مرحب بهم عنده وأن يأخذ وقتا كافيا لمعرفة طلابه والتحدث معهم بشكل فردي وأن يعبر عن المتعة من خلال تفاعله معهم  .
ومنها أيضا الرد الإيجابي على أسئلتهم وتقديم معززات لفظيه حسنة لهم
اجعل الطلبة يفهمون معاييرك وماذا تتوقع منهم كمعلم لتقييم أعمالهم ومهاراتهم ويتم ذلك من خلال ضرب أمثله لهم – أنك إن فعلت كذا سيكون تقديرك ممتاز – وإن فعلت كذا سيكون تقديرك متوسط – أو ضعيف . وعندما يقدم الطالب واجبا لا يلبي المعايير المطلوبة أعطه فرصة لمعالجته بنفسه وقدم له بعض التوجيهات لتنمي عنده براعة التعلم .
تقييم أعمال الطلبة بشكل فوري وقدم لهم التغذية الراجعة الملائمة . Brewster, C., & Fager, J. (2000)) وكما أشار Crump, Charla A.1995)) أن اللحظية عند المدرس لها أثر عظيم على تحفيز الطلبة. (فريمير 1993) عرف اللحظية عند المدرس على أنها سلوك اتصالي يعزز التقارب النفسي والمادي بين الطالب والمعلم.
وفر السقالات أو الدعامات  لهم عن طريق التغذية الراجعة (Huitt, W. (2001))
أعطهم فرصة للانخراط بأنشطة العمل الجماعي  Huitt, W. (2001))
اللاشفهية : كسلوك الاتصال العيني، الابتسامة، والاستعمال الايجابي للإيماءات، والتنوع الصوتي، واتكاءات الجسد الأمامية، وهيئات استرخاء الجسد. واللحظية الشفهية كالسلوك الشفوي، و كاستخدام الأمثلة الشخصية، استخدام "نحن" و "لنا" واستخدام الاسم الأول للطالب واستخدام الفكاهة في الصف . Crump, Charla A.1995)
ويبقى الهدف النهائي في آخر المطاف أن المعلمين يرغبون أن يكون طلبتهم مندفعين اندفاعا ذاتيا داخليا للتعلم والأداء الصفي : لأنهم يريدون أن يتعلموا وليس لأنهم يطمعون في الحصول على مكافأة تعطى لهم من الخارج . وربما كان من بين أهم الدوافع الداخلية المهمة عند الطالب هي الدافعية للتعلم ( عدنان العتوم وآخرون 2005م )


** دراسة تبين أن إثارة الدافعية الذاتية / الداخلية عند الطلبة يعطي نتائج أفضل ومستوى تحصيل أعلى من الطلبة الذين يعتمدون على الدافعية الخارجية والمكافآت .


حيث أجرى ﺃﺠﺭﻯ ﺴﻴﻼﺭﺕ ( Selart, 2008 ) ﺩﺭﺍﺴﺔ ﻫﺩﻓﺕ ﺇﻟﻰ ﻤﻌﺭﻓﺔ ﺃﺜﺭ ﺍﻟﻤﻜﺎﻓﺄﺓ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺕ، ﻭﺍﻟﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﺒﺩﺍﻉ. ﻭﺘﻜﻭﻨﺕ ﻋﻴﻨﺔ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﻤﻥ ( ٢٤ ) ﻁﺎﻟﺒﺎ ﻭﻁﺎﻟﺒﺔ ﻤﻥ ﻁﻠﺒﺔ ﺍﻟﻤﺩﺍﺭﺱ ﺍﻟﺜﺎﻨﻭﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﻻﻴﺔ ﻜﺎﻟﻴﻔﻭﺭﻨﻴﺎ ﺍﻷﻤﺭﻴﻜﻴﺔ، ﻭﺘﻡ ﺘﻭﺯﻴﻌﻬﻡ ﻋﺸﻭﺍﺌﻴﺎ إلى ﻤﺠﻤﻭﻋﺘﻴﻥ: ﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺘﻠﻘﺕ ﺘﺩﺭﻴﺒﺎ ﻤﻊ ﺘﺯﻭﻴﺩﻫﺎ ﺒﺘﻌﺯﻴﺯﺍﺕ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻤﺎﺩﻴﺔ، ﻭﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺘﻠﻘﺕ ﺘﺩﺭﻴﺒﺎ ﻭﻟﻡ ﻴﺘﻡ ﺘﺯﻭﻴﺩﻫﺎ ﺒﻤﻌﺯﺯﺍﺕ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﻭﺇﻨﻤﺎ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻥ ﻤﻌﺯﺯﺍﺕ ﺫﺍﺘﻴﺔ. ﻭﻗﺩ ﺃﺸﺎﺭﺕ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺍﻟﺩﺭﺍﺴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻭﻋﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻡ ﺘﺯﻭد ﺒﻤﻌﺯﺯﺍﺕ ﺨﺎﺭﺠﻴﺔ ﺤﺼﻠﺕ ﻋﻠﻰ ﻤﻌﺩﻻﺕ ﺃﻋﻠﻰ ﻋﻠﻰ ﻤﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺘﻨﻅﻴﻡ ﺍﻟﺫﺍﺘﻲ ﻭﺍﻟﺩﺍﻓﻌﻴﺔ ﺍﻟﺩﺍﺨﻠﻴﺔ ﻭﺍﻹﺒﺩﺍﻉ.


¨  أثر التوقعات الحسنة تجاه الطلبة في رفع دافعيتهم للتحصيل الدراسي .

كيف يراني الآخرون ؟     ماذا يتوقعون مني الآخرون ؟
إن لتوقعات الأهل والأقران وتوقعات المعلمين بشكل خاص دور كبير في تحفيز الطلبة وتشجيعهم وزيادة دافعيتهم نحو التحصيل .
حيث أظهر كل من (جاكسون) و (كليفلاند) و(ميرندا) 1975 م في دراستهم الطويلة على اللامعين من ذوي التحصيل المتدني من طلاب الصفوف الرابع والخامس والسادس أن لتوقعات الوالدين والمعلمين الإيجابية تأثيرا مهما طويل الأمد في التحصيل يصل إلى المرحلة الثانوية .
وإليكم قصة حقيقية تؤكد دور توقعات المعلم في التحصيل :
" لقد كان الاجتماع الأول للمعلمين مع إطلالة العام الدراسي الجديد وهو الوقت الذي قد لا يعرف فيه المعلمون أولياء أمور الطلاب جميعهم .
لدى السيدة دان وهي معلمة للصف الرابع طالبتان تحملان الاسم نفسه كانت إحداهما ( ( جانيت ) ) طالبة مجتهدة إيجابية تتكيف بسرعة في حين كانت الأخرى تعاني مشكلات متعددة وسلبية للغاية عندما حضر والدا ( جانيت ) ( الثانية ) إلى الاجتماع أخطأت السيدة دان في اعتقادها بأنهما كانا والدي ( جانيت ) ( الأولى ) حيث رحبت بهما بحماس مشيرة إلى موقف ابنتهما الإيجابي للغاية .
وبعد أن رأت الصدمة قد ارتسمت على محيا كل واحد  منهما أدركت أنها أخطأت , وبدلا من إحراج نفسها وإحراج الوالدين أسهبت في نقاشها حول بعض المجالات التي تحتاج فيها ( جانيت ) إلى التحسين .
غادر الوالدان الاجتماع وهما يحملان شعورا أكثر ايجابية إزاء ابنتهم ونقلوا هذا الموقف المثير إلى ابنتهم , وفي اليوم التالي دخلت ( جانيت ) والبسمة ترتسم على وجنتيها والموقف الإيجابي يظهر عليها بجلاء مما أصاب السيدة دان بالمفاجئة والدهشة ؛ لقد تغيرت ثقتها بنفسها وتغيرت الجهود التي تبذلها في المدرسة على نحو تام . وقد أنهت عامها الدراسي بعلامات ضمن المستوى ( ب ) بدلا من سجل علاماتها المعهود بمستوى ( د ) .
المرجع (نيكولاس كولانجيلو , غاري ديفر(2) )

لاحظ كيف أن هفوة غير مقصودة قادت إلى تغير هائل بالنسبة إلى (جانيت) . نعم إنها قصة حقيقية
. (نيكولاس كولانجيلو , غاري ديفر(2) )



¨  العلاقة الودية بين المعلم والطالب ودورها في رفع دافعية التعلم عنده .

من المهم أن يشعر الطالب بقرب المعلم منه وشعوره معه ليصبح المعلم جزء من حياة الطالب فكما أشار (Brewster, C., & Fager, J. (2000)) على المعلم أن يبني علاقات نوعية مع الطلبة –وخاصة أولئك الذين يعانون من خطورة على مستواهم التحصيلي –
فكما يقول Crump, Charla A.1995)) إذا كان المدرس صبورا، وكان هو المشجع لهم بحيث يجعل الطلبة يشعرون براحة خلال النشاطات الأكاديمية ويدعم جهودهم التعليمية فسوف ينتج عن ذلك بيئة تعليمية فعالة .
وبالمثال يتضح المقال :
فهذه قصة واقعية ذكرها
(نيكولاس كولانجيلو , غاري ديفر(2) ) حيث يقول :
لقد كان جون ابن الصف الرابع طفلا تبعيا متدني التحصيل وكان فوضويا ومشوشا يفتقر إلى النظام في إتمام واجباته في المدرسة والبيت وكان له عدد قليل من الأصدقاء وكان دائم الشعور بالوحدة وموضع سخرية الآخرين على أرض الملعب بسبب نفوره من الرياضة لقد كان يمضي الساعات الطوال مع زملائه الخياليين في خياله الواسع يكتب ويمثل ويرتدي الأزياء وكانت علاماته متدنية كما كان سريع البكاء ويفقد صوابه بشكل متكرر بسبب شعوره بالإحباط وإليكم رسالة كتبها جون بعد أن كبر وأصبح من ذوي التحصيل العالي :


" عزيزتي الدكتورة ريم لقد شاهدتك مؤخرا على الشاشة ضمن برنامج عرض اليوم لقد كنت عالمة النفس التي عالجتني عندما كنت في المدرسة التي التحقت بها في الثمانينات بــ"ويسكنتون" وقد مددتي لي يد العون في المسائل المتصلة بتدني التحصيل خاصتي . تلك التي أنزلت بي البلاء الأكاديمي والاجتماعي . إنني مدين لكي بمعظم النجاحات التي حققتها وأحققها الآن لقد زرعت في الثقة التي كنت في أمس الحاجة إليها لأخرج من القوقعة إلى عالم النمو والنضج . ما زلت أتذكر ما قلته لي من عدم الخوف من إعطاء إجابة خطأ لأننا نتعلم بمثل هكذا طريقة وأتذكر حين طلبت إلي مواصلة استثمار إبداعي الكامن عن طريق الكتابة والتمثيل لأني

سأجد قوتي من خلال ذلك وما زلت أتذكر كيف علمتني إدارة حياتي بالتخطيط والتنظيم لأنني بذلك سأتغلب على الإرباك والتشويش والعشوائية في حياتي . وأخيرا ما زلت أتذكر نصيحتك لي بأن أعبر عن نفسي بالتغاضي عن مواقف الآخرين ونظراتهم إلي . لقد كنت إلى جواري دوما طوال الخمس عشرة سنة الماضية  بإرشادك وتعليمك إياي لم أصبح كاتبا مشهورا ولم أصبح ممثلا مشهورا كذلك . لكنني سوف أحصل على شهادة من ( ماديسون ) وسألتحق بمدرسة تعلم القانون . كنت أرى من نفسي قائدا منذ الثانوية فقد تقلدت أدوارا قيادية طوال العشر سنوات الماضية التي عملت فيها مع منظمات عدة كما تلقيت ثناء من بعض أفضل الأصدقاء الذي يعود الفضل في اختيارهم إليك . إنني أعد الآن والداي وأخي أفضل أصدقائي كما أواجه العالم بثقة لا تقبل المساومة وأرى أن بوسعي احدث تغيير ما . أشكرك يا دكتورة ريم لأنك أعطيتني الأدوات التي بها ومن خلالها حققت أحلامي .) المرجع (نيكولاس كولانجيلو , غاري ديفر(2) )

فبمثل هذه العلاقة بين المعلم والطالب التي ترفع من مستوى الطالب في نظر المعلم ويصبح يقدم له النصائح والإرشادات وكأنه ولد له نستطيع مواجهة ضعف الدافعية والعزوف عن التعلم والزهد فيه .

¨     أثر تخصص المعلم على تحصيل الطلبة في الصفوف الثلاثة الأولى .

بما أن الصفوف الثلاثة الأولى تعتبر ركيزة أساسية في رسم مستقبل الطلبة في الصفوف اللاحقة ومستوى تحصيلهم الدارسي : لابد أن تتوجه الأنظار إلى الإهتمام بتلك الصفوف ودقة اختيار المعلم الذي ستولى تدريس هذه الصفوف الثلاثة الأولى حيث أن للمعلم دور كبير وفعال وخاصة في هذه المرحلة من التدريس .




¨  تخصص معلم الصف تحت المجهر .

سؤال ؟
أيهما أفضل لتدريس الصفوف الثلاثة الأولى أن يكون المعلم متخصص بالمادة التي سيدرسها أم أن يكون تخصصه معلم صف ؟
أيهما أفضل لتدريس مادة اللغة العربية أن يكون المعلم قد تخرج بكالوريوس لغة عربية أم بكالوريوس معلم صف ؟
في دراسة قامت بها هيام حمدي ديرانية  1993م حيث تبحث في أثر تدريس معلم الصف ومعلم المادة في تحصيل طلبة الصف الرابع الأساسي في مادة اللغة العربية في المدارس الأساسية في الأردن . حيث أجريت الدراسة على عينة عشوائية من طلبة الصف الرابع الأساسي في مديرية التربية والتعليم في عمان الكبرى لشؤون التعليم الخاص في نهاية الفصل الدراسي الأول عام 1992/1993م . وبلغ عدد أفراد العينة من (982) طالبا وطالبة منهم (632) طالبا و (350) طالبة بواقع (498) طالبا وطالبة يدرسهم معلم صف (484) طالبا وطالبة يدرسهم معلم المادة   ولدى تطبيق الدراسة واستخدام المعالجات الإحصائية المناسبة توصلت الدراسة إلى النتيجة التالية :
وجود فرق دال إحصائيا في تحصيل طلبة معلم الصف وطلبة معلم المادة حيث كان هذا الفرق لصالح طلبة معلم الصف .
وقد أوضحت الدراسة أن سبب ذلك يعود إلى أن نظام معلم الصف يتيح الفرص أمام المعلم ليتصل بطلبته فترات زمنية طويلة قد يتاح له من خلالها فهم خصائصهم وحاجاتهم كجماعة وأفراد . وبالتالي تساعد على الإكتشاف المبكر للمشكلات الدراسية والسلوكية والعمل على معالجتها . كما يتسنى له التصرف مرونه وحرية في التخطيط لبقية المواد بما يناسب ظروف الطلبة وحاجاتهم وقدراتهم .
وتتفق هذه النتائج المنادية بضرورة أن يدرس الصفوف الثلاثة الأولى معلم صف مع نتائج دراسات سابقة لعفاف فؤاد , ولابريلا مارتن وآخرون (Alternative building design study of self   contained and open – space class Avee resources in education .ERIC.VO 1 NO 2 1977. P.51)
. ودائرة البحث والتقويم بواشنطن ( Dept of research and evaluation. Open – space and contribution variables ept of research and evaluation. Open – space and contribution variables IC VO1 , 15 N.G 1980 P.73)
 هيام حمدي ديرانية 1993,(


¨     خبرة المعلم في التدريس وأثره في تحصيل الطلبة .

والسؤال التالي الآن :
هل لسنوات الخبرة وخدمة المعلم الطويلة أثر في تحصي الطلبة ؟



أظهرت  الدراسة السابقة لهيام حمدي  :
وجود فرق دال إحصائيا في تحصيل طلبة معلمي الصف من ذوي الخبرة التدريسية القصيرة وذوي الخبرة التدريسية الطويلة لصالح الخبرة الطويلة .




¨  الحوار بين المعلم والمتعلم في غرفة الصف ودوره في رفع دافعية التحصيل .

توصل أحمد حسن خليفة (2000م) في دراسة قام بها تحت عنوان ( أثر الحوار المنظم بين المعلمين والمتعلمين على المستوى التحصيلي في مادة العلوم الطبيعية لطلاب الصف الثاني ثانوي العلمي ) في جامعة دمشق أن اتباع المدرس في تدريسه طرف التفاعل والحوار يتيح للمتعلمين المشاركة والتفاعل والتعزيز والتعبير عن عن آرائهم وإثبات وجودهم وهذا ما ينمي اتجاهاتهم وآرائهم في مدرستهم الأمر الذي تؤكد عليه جميع الدراسات التربوية والنفسية وذلك لما له من انعكاسات إيجابية على المستوى التحصلي للمتعلمين .
ويرى الباحث من خلال خبرته التدريسية في مدارس متعددة ولسنوات عديدة ومن خلال اطلاعه على طرائق التدريس المتنوعة أن التفاعل والحوار داخل غرفة الصف هو من أهم العوامل التي تؤدي إلى رفع المستوى التحصيلي المعرفي لدى المتعلمين , وكذلك يؤدي إلى تحسين أراء المتعلمين والمعلمين في بعضهم .
حيث يعد التفاعل والحوار بين المتعلمين والمعلمين داخل غرفة الصف من أهم العوامل التي تزيد فاعلية العملية التعليمية والتربوية , فهي تنمي قدرات المتعلمين التفكيرية ومهارات التأمل والتفكير الناقد , فتجعل بذلك المتعلم محور أساسي للعملية التعليمية وتنقله من الموققف السلبي إلأى الموقف الإيجابي المشارك . وكذلك ينعكس الأمر إيجابيا على التحصيل المعرفي وعلى جوان نفسية وسلوكية أخرى .( أحمد حسن خليفة (2000م))


¨  الواجبات البيتية ودورها في رفع دافعية التحصيل.

هل للواجبات البيتية دور في رفع التحصيل الدراسي ؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال علينا أن نعرف ما هو القدر المسموح به والكافي من الواجبات البيتية حتى لا تتحول الواجبات البيتية إلى أعمال ترهق كاهل الطلاب .
حيث يشير
Brewster, C., & Fager, J. (2000)) أن فاعلية الواجبات البيتية تختلف باختلاف العمر ومستوى قدرة الطالب .
ويضيف أيضا أن الخطوة الأولى والأكثر فعالية هي تحديد الكمية المناسبة من الواجبات البيتية المعطاة . ففي كتاب "مساعدة التلاميذ في الواجبات البيتية " والذي يعد دليل للمعلمين وهو برعاية مكتب البحوث التربوية والتحسين في الولايات المتحدة الأمريكية قسم التربية والتعليم يشير بولو(1998) إلى التوجيهات التالية حول مقدار ما يجب أن يمضيه الطلبة في الواجبات كل ليلة :
الصفوف 1-3: لا يزيد عن 20 دقيقة في الليلة
 الصفوف 4-6: من 20 إلى 40 دقيقة في الليلة
 الصفوف 7-9: لا يزيد عن 2 ساعة في الليل
الصفوف 10-12: 1 ½ إلى 2 ½ ساعات في الليلة  
Brewster, C., & Fager, J. (2000))
وللإجابة على سؤال هل للواجبات البيتية دور في رفع التحصيل الدراسي ؟
نتوجه إلى دراسة قام بها صالح أبو سريس 1998م تحت عنوان ( الواجبات البيتية وأثرها في تحصيل اطلبة في الرياضيات ) . حيث تكونت مجموعتا الدراسة من طلبة الصف الخام الأساسسي من مدارس محافظة طولكرم وذلك في الفصل الدراسي الثاني من العام 1996/1997 م حيث اشتملت عينة الدراسة  على (140) طالبا وطالبة منهم ثمانون طالب وستون طالبة موزعين على أربع شعب شعبتا ذكور وشعبتا إناث .وقد تم اختيار شعبتين أحدهما من الذكور والأخرى من الإناث لتطبيق تدريس وحدة ضرب الكسور العشرية وقسمتها مع تعيين واجبات بيتية مكثفة , حيث اعتبرت هاتان الشعبتان على أنهما الشعبعب التجريبية . أما الشعبتان المتبقيتان فهما الشعبتان الضابطتان تم تدريسما المادة دون إعطاءهما واجبات بيتية .
وبعد انتهاء البحث توصل الباحث :

أن الشعب التي تم إعطاءها واجبات بيتية كان تحصيلها أفضل من تحصيل الشعب الضابطة التي لم تعط واجبات بيتية .


كما أوصى الباحث المعلمين بضرورة إحاطة الواجبات البيتية بكل رعاية واهتمام ومتابعتهما بجدية وتحري الدقة في تصويب الواجب ومحاسبة المقصرين بشكل يبعث  على الصدق في تبني الموقف التعليمي . (صالح أبو سريس 1998م).

¨     دور المعلم الذي يستخدم طريقة التدريس والوسائل التعليمية والوسائط التعليمية الحديثة في رفع دافعية التعليم عند الطلبة .

في دراسة قام بها سمير العط 2007 هدفت إلى تقصي أثر استخدام الوسائط المتعددة والعروض التقديمية في تحصيل طلبة الصف العاشر الأساسي في مادة الجغرافيا في مديرية الزرقاء الأولى . حيث اختيرت عينة الدراسة من (195) طالبا وطالبة .
وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (
A=0,05) في تحصيل الطلبة الذين تم تدريسهم بالوسائط المتعددة أولا , ثم الطلبة الذين تعلموا بواسطة العروض التقديمية ثانيا بالمقارنة بالطريقة الإعتيادية . (سمير العط 2007)

الخاتمة

يتبين لنا من خلال ما سبق أن للمعلم دور كبير في رفع دافعية الطلبة نحو التميز والإنجاز .
فالمعلم الذي يحمل فكرا ساميا وصفات رفيعة ويسعى أن يعم الخير للآخرين يشمر عن ساعد الجد ويهيئ لطلابه سبل النجاح والتفوق . ولا يتطلب منه ذلك كبير جهد إنما يتطلب منه فقط نظره أكثر شمولية ورحمة بالإنسانية .


المراجع العربية :

1- العتوم , عدنان العتوم وآخرون . علم النفس التربوي النظرية والتطبيق 2005 . الطبعة الأولى . دار المسيرة للنشر والتوزيع .

2- نيكولاس كولانجيلو , غاري ديفر . ترجمة صالح محمد جادو . المرجع في تربية الموهوبين ,  ط 1 , مكتبة العبيكان 1432 هــ  .

2- ديرانية ,هيام حمدي ديرانية  (1993 م), رسالة جامعية (أثر تدريس معلم الصف ومعلم المادة في تحصيل طلبة الصف الرابع الأساسي في مادة اللغة العربية في المدارس الأساسية في الأردن ) .

3- خليفة , أحمد حسن خليفة (2000م ) , رسالة جامعية ( أثر الحوار المنظم بين المعلمين والمتعلمين على المستوى التحصيلي في مادة العلوم الطبيعية لطلاب الصف الثاني ثانوي العلمي )  , جامعة دمشق .

4- أبو سريس ,صالح قاسم أبو سريس ( 1998 م ),  رسالة جامعية  ( الواجبات البيتية وأثرها في تحصيل اطلبة في الرياضيات )جامعة النجاح الوطنية , نابلس .

5- العط , سمير مصطفى  العط ( 2007م) رسالة جامعية ( أثر استخدام الوسائط المتعددة والعروض التقديمية في تحصيل طلبة الصف العاشر الأساسي في مادة الجغرافيا في الأردن ) الجامعة الهاشمية .

6- حميد أوجانه سمية . رسالة جامعية بعنوان : دور اسلوب معاملة المعلم في الدافعية للتحصيل لدى تلميذ الطور المتوسط في مادة الرياضيات .( 2008-2009) جامعة الجزائر .


المراجع الأجنبية

1 - Brewster, C., & Fager, J. (2000). Increasing student engagement and motivation: From time-on-task to homework. Retrieved from

2- Huitt, W. (2001). Motivation to learn: An overview. Retrieved from

3- Crump, Charla A.TITLE: Motivating Students: A Teacher's Challenge :1995

4- Selart, A. (2008). Effects of Reward on Self –rogulation, Intrinsic Mativation and creativity. Scandinavian. Journal of Educational Research . , 52, 5, 439 .458.






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق